كان ذلك في عام 1970 وكنت قد تخرّجت جامعة القاهرة قبل أشهرٍ قليلة تحدوني الآمال العريضة في المستقبل، ولم أكن أعلم أن وراء الأكمة ما

فضل النقيب.. رقة شاعر، وموسوعية مثقف، وشَغفُ فنان، وأريحية زعيم!
كان ذلك في عام 1970 وكنت قد تخرّجت جامعة القاهرة قبل أشهرٍ قليلة تحدوني الآمال العريضة في المستقبل، ولم أكن أعلم أن وراء الأكمة ما
لم يكن السفر مع عميد كليّة عدن عبدالوهاب عبدالباري هيناً ولا مأموناً، فالرجل (مسحوب من لسانه) وإذا ضرب (الفيوز) في رأسه ممكن يخليها ظلمه على
كان الأستاذ عبدالوهاب عبدالباري يخوض معارك كثيرة ومتعددة الجبهات، القليل منها حقيقي أما أكثرها فوهمي، ما كان أشبهه بـ (دونكيشوت) وهو يحارب طواحين الهواء معتقداً
هجوم العميد عبدالوهاب عبدالباري على أستاذ الجيل وصاحب أكبر مكتبة شخصية في مدينة عدن عبدالله فاضل فارع ووصفه له بأنه (عبدالله فاضي فارغ) وبأنه لو
كان نائب العميد في كلية عدن هو أبوبكر عبدالرزاق باذيب، الأخ الأصغر لوزير التربية والتعليم آنذاك، وهو رجل يشبه تلك الصناديق الخشبية السميكة التي كانت
خرجت أنا والعميد عبدالوهاب عبدالباري من مكتب وزير التربية والتعليم في (مدينة الشعب) حيث قرر العميد أن نلتف من الخلف عبر دغل الأشجار التي لم
عندما سألت عميد كلية عدن عبدالوهاب عبدالباري عن خطته للإيقاع بين الطلبة الثائرين ووزير التربية والتعليم آنذاك عبدالله عبدالرزاق باذيب فأجابني: “هذا وقت للعمل وليس
من عجائب الصدف أن الزميلة المصرية ماجدة موريس التي كان حديثها الصحفي معي هو السبب في إغلاق أبواب الإعلام بوجهي بسبب الإشارة إلى إعجابي بعبقريات
كانت إذاعة عدن عام 1971 حلبة فريدة من نوعها، تجري فيها مباريات الملاكمات الإدارية والوظيفية فيها بقبضات حديدية مغطاة بقفازات حريرية، وكانت صورة للوضع في
صباح مدينة عدن لا يشبهه أي صباح آخر في الدنيا، فالمدينة المكونة من (كريتر) و (المعلا) و (التواهي) كتلة حجرية هائلة من جبال بركانية ضخمة،
في أول اجتماع للمجلس الجديد للإذاعة والتلفزيون بعدن والذي ذكرت بالأمس أن (عمر الجاوي) شكّله دون الرجوع إلى وزير الإعلام آنذاك (عبدالله الخامري) ودون أن
كانت عدن في مطالع السبعينات من هذا القرن تغلي في فوهة بركان، وقد أخذ الناس يتحولون إلى أشباح، وجوهٌ مصفرة، أجسادٌ هزيلة، عيونٌ زائغة، شعورٌ
كانت تلك الأيام مليئة بالمفارقات، مفعمة بالإثارة، غارقة في البلبلة واللاّمعنى. وكانت العاصمة عدن قد أجهدت بمعنى الكلمة، فتوقفت جميع المصاعد في شارع المعلا الرئيسي،
في ذات يوم من عام 1971 جاءنا إلى الإدارة العامة للإذاعة والتلفزيون بعدن الشاعر الكبير محمد سعيد جرادة، صاحب الروائع الغنائية التي شدا بها كبار
كنت أعرف أن شاعرنا الكبير محمد سعيد جرادة مستور الحال، على أساس الحكمة الشهيرة: “أشاعرٌ ومال… ضربٌ من المحال” ولكنني لم أكن أعلم أن ذلك