ياسين سعيد نعمان..

لن يكون الأمر مع الدكتور ياسين سعيد نعمان كأمين عام جديد للحزب الاشتراكي اليمني كما كان الامر مع علي صالح عباد الأمين العام السابق، فالأخير كان من الحرس القديم الذي يؤمن بالحق الالهي في القيادة وتوابعها، علماً انه جاء من صفوف الناس الذين يفسدون ابطالهم بالتأليه عندما يكونون في مركز القرار وهيلمان السلطة ثم ينبذونهم اذا حان أوان الشد واسترخت «زيم»، أما الدكتور ياسين، وقد عرفته جيداً، فقد جاء من الجيل «المتنور» الذي نال قسطاً وافراً من التعليم العالي وقارب السلطة بمسؤولية كبيرة وانضباط مشهود كرئيس للوزراء في عدن ورئيس لمجلس النواب عقب الوحدة ثم امضى عشر سنوات في منفى اختياري متأملاً تجربة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله في توحيد بلاده وادارتها بالحسنى، ومن ثم عاد الى اليمن ليجد من حب الناس الكثير.

علي صالح عباد كان استمرارا وما كان له ان يكون غير ذلك، ويحسب له في كل المراحل علو الصوت وانقباض اليد، وحين كرمه الاشتراكيون في مؤتمرهم باعلى الاصوات كان اهلاً لذلك بغض النظر عن تباينات النظر.. «فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية» والدكتور ياسين يفترض ان يكون تأسيساً جديداً لحزب مثقل بإرثه، وعليه ان لا يجعل من ذلك الإرث قيوداً تعوقه بل اجنحة تطير به، وليس هناك ما هو ارقى من قراءة الواقع بمحبةٍ وبافقٍ سياسي ايجابي يجعل من الاشتراكي شريكاً في الوطن حيثما كان موقعه من القرار وخارج التحالفات والسياسات التكتيكية والانفعالية، التي تسمم الحياة السياسية، فهو شريك الوحدة وينبغي ان تظل قامته بذلك العلو فانتماؤه الى الشعب وليس الى كرسي يحكمه او يتحكم فيه.. ملايين اليمنيين يتمنون للدكتور ياسين الرجل البالغ التهذيب والعف اللسان ان يوفق في إعادة البناء، وانا واحد منهم.. مع التحية.
صالح عبده الدحان..

قرأت ملخصاً للمرافعة البليغة التي ترقى الى ان تكون شعراً صوفياً في حب عدن والتي القاها شيخ الصحافيين اليمنيين استاذنا صالح الدحان في حفل تكريمه من قبل مؤسسة العفيف الثقافية في الحديدة، لكأنه أحمد شوقي وعدنه الخديوي اسماعيل الذي كان ينثر الذهب امام امير الشعراء لعلاجه من داء كان يجعل نظره يتجه الى الأعلى دون إرادة منه، ولطالما نثرت عدن الذهب امام ملايين اليمنين ليسعوا في مناكبها ويتمتعوا بمفاتنها، لقد حول صالح حفل تكريمه الى حفل لتكريم تلك المدينة التي قال لي احد مسؤوليها: «والله لو حصلنا على 10 بالمائة مما رصد للمكلا وهي أهل لذلك، لما عرفت عدن وللبست من الحلي والحلل ما يجعلها عروس البحر حقاً.. قلت له كيف؟ قال هذه مدينة لو وضعت نقطة على جبنيها لرآها حتى العابرون في الاقمار الاصطناعية، انها مرآة للجمال وهذا قدرها الجغرافي والتكويني وما احلاه من قدر:

يزيدك وجهها حسنا إذا ما زدته نظرا

لكأني بصالح «الابن الضال» عن محبوبته عدن منذ عقدين من الزمن قد استذكر المحبة حين استنشق نسيمات بحر الحديدة وبجانبه المكرم سعيد الجريك وكلاهما قضيا مآربهما الفتية في عدن على حد تعريف ابن الرومي للوطن، ولعل صالح تذكر بيت شوقي:
أأخون اسماعيل في أبنائه ولقد ولدت بباب اسماعيلا

نعم.. ومع الاقرار بانجازات كبيرة في عاصمة اليمن الاقتصادية الا انها تحتاج الى المزيد والمزيد، فكل حجر في عدن هو استثمار وله عائدات فهي مهوى قلوب اليمنيين في وطنهم وفي مهاجرهم، وما من أمرٍ يجبر خواطرهم مثل جبر خاطر هذه المدينة التي تتطلع بكل المحبة إلى باني اليمن الحديث الرئيس القائد علي عبدالله صالح.. ونظرة من العين الرحيمة يا أبا اليمن الكبير.

ولعل لنا في تعز الفاتنة المثل الجميل بعد المكلا فقد اختارها الرئيس البعيد النظر مكاناً للاحتفالات الوطنية هذا العام فسعدت بمشاريع جاءتها على عجل، فالعروسة تجلى حتى وان كانت فاتنة الجمال واحلى.. قولوا يا الله.. مع التحية لصالح الدحان.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s