في حفل اختتام فعاليات جائزة القرآن الكريم الذي أقيم مساء الثلاثاء الماضي في المسرح الوطني لوزارة الإعلام والثقافة في أبوظبي، تحدث سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع، خارج النص عن معاناة القصيد حين يشمس ويعصين وعن مواتاته حين يين ويهمي.
وضرب مثلاً لذلك بالقصيدة الشجية العذبة المنداة المزدحمة بعواطف الحب والإعجاب والإجلال والتعلق والترسّم والفخر والمناجاة والتحنن، والتي أنشدها في الحضرة المشعة بأنوار الزعامة المطبوعة، وخيرات النفس السخية، واختراقات النظرة الثاقبة السنية، وتلك الطمأنينة التي يسبغها الزعماء الملهمون من بني البشر على المحيطين بهم وعلى شعوبهم وعلى الحاضر والمستقبل، وإلى ما شاء الله تعالى، لأن هذه المصابيح الإنسانية لا تخبوا أنوارها، ولا تبهت سيرها، ولا يتراجع إلهامها.
وكانت القصيدة قد نظمت نفسها بالفيض، بعد أن تخلى عنها صاحبها، ونفض يده منها، كما أخبر عن نفسه، وحدّث بقصته واختارت هي مكان اشراقتها وولادتها حول الكعبة المشرّفة أثناء الطواف، حيث لا قلم ولا ورق، ولا حزن ولا قلق، فحاملها مُحرِمٌ، خلع عنه ثياب الخلق في حضرة الخالق، وتخلى عن أردية الملك في مقام المالك.
لذلك جاءت القصيدة مجللة بالأنوار، موشحة بالخشوع والخضوع، معطرة بالصدق والإيثار، خالصة لوجه الكريم، متعلقة بأعمال السالك للطريق القويم صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس الدولة، فكانت مدحاً وما هو بالمدح، إذ المادح يجعل بينه وبين الممدوح مسافة معلومة، أما في هذه القصيدة فقد تلاشى المادح في الممدوح، وتوحدا في الروح.
لذلك يمكن تصنيفها في عداد قصائد الشوق والتوق، وربط نفس إلى نفس بطوق، ونسج الشعر من حرير الذوق، والإستئناس في كل ذلك بالنفحات الربّانية للمدينة الطهرانية، مكة المكرمة، ومهبط الأنوار والرحمات، حيث الله تعالى أقرب إلى الإنسان من حبل الوريد:
وقد تجلى ذلك الإلهام الإلهي في الاستفتاح الواجف، الراجف، الخاشع، الخاضع للقصيدة:
سجدت باسمك إلهي عالي
الشانيالواحد الفرد نظرة منك
تغنينيسجد لعزة جلالك جسمي
الفانيوخلعت عز الملك ورجفت
ايدينيطال اشتياقي وصوت الحق
نادانيوانا اتبع الصوت في همس
يناجينيلك جيت ساعي إلى مكة
بوجدانييا مالك الملك بالرحمة
تلاقينيوكانت مصابيح مكة نور
ربّانيكأن الملايك محيطة
بالمصلينيطفت وسعيت وبكى في الليل ولهاني
قلب إذا قال الله أكبر إيليني
فيض من النور حيّاني
وأحيانييا خالق النور انته بس
تهديني |
وإلى الغد،،،