تقاسيم حب يمنية

قالوا عشقت فقلتُ عِشق iiيبهر
وهوًى يشفّ ورقّة تَتكسَّر
ومدامعٌ تجري على iiأشجانها
من كلّ نبضٍ عاشقٍ iiتتقطّر
عشقٌ يهزّ الروحَ في iiملكوتها
لا يحتوي لغةً ولا يستأسر
ولطالما الشعراءُ قبلي حاولوا
أن يملكوه فأخفقوا iiوتعثّروا
زعموا هوانا في القصائد iiنشوةً
وسحابَ صيفٍ بالمشاعر iiيعبر
لا والذي فطر السماءَ iiوزانها
إن العواطفَ في القصائد أَنْهُر
خلق اليمانيّون.. في iiأعماقهمْ
مُثُلَ الجمالِ ووهجها iiالمُتكبِّر

وعلى أياديهم بدائعُ iiجَنّةٍ
من كلّ أخضرَ وارفٍ iiيَتشجَّر
طُبِعوا على حبّ الجميلِ iiسَجيّةً
تتغيّر الدنيا ولم iiيَتغيّروا
والشعرُ في أفواههم iiمعزوفةٌ
تسمو النفوسُ بها ولا iiتستأثر
ولقد ورثنا الشعرَ عن iiأجدادنا
قدراً علينا في الفنون iiيُقدَّر
سيفٌ يمانيُّ المضاءِ مُحارِبٌ
علقتْ به الراياتُ وهْي iiتَحرَّر
في كلّ نفسٍ شاعرٌ مُتَرسِّلٌ
أو مُوشِكٌ أو طامح iiيستفسر
وترى الجبالَ تخالها iiمسحورةً
تنتابها حُمّى القصيدِ وتشعر
والبحرُ يُرجِفه الحنينُ.. iiيخضّهُ
فيفيض عن وجدِ المحبِّ ويغمر
ماذا أقول وكلُّ ذكرى iiكرمةٌ
في موسم الأحزانِ تحنو، تُعْصَر
تجتاحني فرحاً وأفزع iiخيفةً
وَيْحي بها ثَمِلٌ أفيق iiوأَسْكر
فإذا نطقتُ فكلُّ قولٍ فاضحي
رغمي يُمزّقني ورغماً iiيُسْفِر
وأنا أُكابد كلَّ ليلٍ مُوحشٍ
ليلاً أمضَّ يشدّ بي iiويُغَرِّر
يرتادني حلمُ الطفولةِ iiوالصبا
ليُعيدني وهماً كبيراً iiيَصغر
وإلى فِراشي كلُّ حُلْمٍ ذابلٍ
يأوي إلى حلمي الكسيرِ ويسهر
أوّاه يا فلذاتِ قلبي من iiنَأَوْا
أوّاه يا وطناً أُجِلُّ iiوأُكبِر
إني أحبّكِ يا بلادي iiكيفما
عصفتْ رياحُكِ جاثياً iiأستغفر
هل يملك الشعراءُ إلا iiحبَّهمْ
يستنفرون به إذا ما iiاستُقهِروا
يستمطرون به السماءَ iiرهافةً
ويُمهّدون ويحرثون ويبذروا(1)
سَقْياً لكلّ شُجيرةٍ ملتاعةٍ
شَقّتْ ركامَ ترابها iiتَتعفَّر
سَقْياً لكلّ مُجندلٍ iiبدمائهِ
ضرب الطغاةَ بسيفه iiيستنفر
سقياً لأكرم قادمٍ من iiلحمنا
شقَّ الزمانَ، وجندُه iiتتجمهر
يا عاقداً في الفجر رايةَ iiجندِهِ
بُوركتَ تاريخاً يُضيء iiويُمطِر
كان الظلامُ وكنتَ فتحاً iiبيّناً
كان الإمامُ وكنتَ يا «سبتمبر»(2)
كنتَ الذين تقحّموا iiأشلاءَهمْ
عبروا تخومَ الموتِ لم iiيستخبروا
مشتِ الجبالُ إليكَ في iiأصفادها
وتلقّفتْكَ سهولُها iiوالأَبْحُر
وأتى إليكَ النيلُ من iiعليائهِ
متدفّقاً حِمَماً وأُسْداً iiتزأر
لم يدرِ باغٍ أين يُخفي iiظلَّهُ
ورقُ الخريفِ تناثروا iiوتبعثروا
أرضُ اليمانيّين في أعماقها
مليونُ بركانٍ يئزّ iiويُنذِر
سبعٌ وعشرون(1) انقضتْ لم iiنرتوِ
ويُقال للظمأى أَمَا iiتَتصبّروا(2)
سبعٌ وعشرون الفصولُ iiتبدّلتْ
والقلبُ ملتاعُ النداءِ iiمُشطَّر
لو كان قلبي من حديدٍ iiذُوِّبتْ
أو كان قلبي في مَواتٍ iiيُنْشَر
أتُرى وقد حُمنا على iiنيرانها
يغتالنا الخطرُ الخطير الأخطر ii؟
«صنعاءُ» جاثمةٌ على iiإيوانها
والموجُ في «عدنٍ» يهيم ويُبحِر
وتَراسُلُ الأرواحِ لم يُكتَب iiلهُ
أبداً وصولٌ يستقرّ iiويُزهِر
والناسُ بين مُصعِّدٍ في iiحبّهِ
أو عازفٍ عن سِربه يتحدَّر
يا سيّدَ الشهداءِ رَوّى iiدَمُّهُمْ
قِممَ الجبالِ ونارُها iiتتفجّر
وهبوا الحياةَ حياتَها iiوشبابَها
ما سلّموا أبداً ولم iiيتقهقروا
كانوا النجومَ بكلّ وادٍ iiمُهلِكٍ
حتى استوى الأعمى سليماً iiيُبصِر
كانوا الرجالَ رجولةً iiوضّاءةً
من ذا يُحدّث عنهُمُ او iiيُخبِر؟
هتكوا أساطيرَ الدعاةِ وما iiادّعوا
وقضَوْا على ما سطّروا أو iiزوّروا
وتجسّد اليمنُ الجديدُ iiحقيقةً
ودمُ الشهيدِ حقيقةٌ لا iiتُقهَر
ماذا نقول لهم سوى أنا iiلـمَا
نذروا سنَنذر في الحياة iiونَنشر
يا سيّدَ الشهداءِ إنّا ها هنا
نرنو إليكَ مُتيَّمينَ iiونَشكر
بعضُ الذين نسيتَهم يا سيّدي
ينبو بهم وطنٌ ويَقبلُ iiمَهْجر
والأرضُ في أرواحهم موشومةٌ
والحبُّ بين ضلوعهم iiيَتجذَّر

القيت في حفل السفارة اليمنية في الذكرى 27 لثورة سبتمبر

One comment

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s