كتبها الشاعر بمناسبة بناء سد مأرب بدعم من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- وألقاها في الحفل الذي أقيم في السفارة اليمنية بأبوظبي بحضور الشيخ زايد والرئيس على عبدالله صالح
|
يا دار أهلي، يا حبّي، ويا شجني
فيض الهوى منكِ ناجاني وأسكرني
وألهمتني بروقٌ منك مرسلةٌ
والبرق كالسيف نصلٌ مرهفٌ يمني
له النفوس مفازاتٌ وأوديةٌ
يشقها السيل دفاقاً من القنن
فمن نسيم الصّبا فوق الجبال ضحى
إلى ثمود مخاض الفجر في وطني
يا مطلع الصبح أضواءً وعاطفةً
وقائد الشعب في الأفراح والمحن
“عليٌّ” يا ناسجاً بالمجد صحوتها
وغامراً جدبها بالعارض الهتن
زرعت بالحبّ زرعاً لا نظير له
فكان أعظم ما سنّيت من سنن
علوت بالشعب لا بالحكم تسمكه
وسدت بالعقل لا بالقيد والرسن
إذا نظرناك شاهدناك أنفسنا
كأنما أنت منّا الروح في البدن
نعم نحبّك من أعماق لهفتنا
كأنك الحلم نستبقيه في الوَسَنِ
لأنك الرمز نرجوه لوحدتنا
من سفح صنعاء حتى البحر في عدن
لأنك الغد نرجوه لصبيتنا
لأنك الأمن من طاغٍ ومفتتنِ
نعم نحبّك ملء الفم نعلنها
نشدّ أزرك في سرّ وفي علنِ
ونستضيؤ بما ترسيه من قيمٍ
كانت لأسلافنا في غابر الزمن
من عهد بلقيس والشورى تتوجها
إلى بطولات سيف ابن ذي يزن
إلى الألى حملوا الإسلام في دمهم
فكانوا النور في الأمصار والمدنِ
إنا هنا سيدي في دار إخوتنا
أعزة في حمى حرّ ومؤتمن
في دار زايد حيث العدل قاعدة
والجود صارية والحب كالمزن
حيث الغيوث من الأخلاق ممطرة
قبل الغيوث على الكثبان والدمن
الأرض خضراء لكن قبل خضرتها
كان اخضراراً بقلب الشيخ يأسرني
أرسى اتحاداً على أرض ممزقة
فعلّم الناس معنى الحب للوطن
وفجّر المجد في قولٍ وفي عملٍ
وفي نفوسٍ ظميئاتٍ لكل سني
هي القيادة إيثارٌ وتضحيةٌ
يحوزها القائد الموهوب بالفطن
كالبحر إن لم يكن ربانه درباً
ضاعت على موجه الأجناد بالسفن
يا باني السدّ تاريخاً وملحمةً
طوقتنا بجميل الصنع والمنن
ونحن شعبٌ رقيقاتٌ مشاعره
يهزّنا الجود في منطوقه الحسن
لقد رفعت بأرض الأزد مأثرة
تاجٌ من الغيم فوق الجنتين بُني
أخوةٌ قديم الدهر أقدمها
مذ خطها الدمّ ما هانت ولن تهن
ولم تقوّم بأموالٍ وأنصبةٍ
ولم يسل أيُّنا يوماً عن الثمن
|
One comment