| الملحمة اليافعية
فضل علي النقيب
|
||
|
ويافع إن سألتَ عن الرجال
فهم كالأرضِ أشباهُ الجبالِ
وإما إن سألت عن الذراري
يمانيّات أقمار الليالي
وإن تسأل عن الأشبال يوما
فروخ النسر تسبح في الأعالي
سلالة حميرٍ من “قيلٍ”
إذا نطقوا ففي فصل المقال
ونعرف أن يوم الناس يوم
تجوز عليه أصناف المُحال
ولكنا إذا الأحداث جدّت
وفرّط من يبالي بما يبالي
ترانا قبل كل الناس ناساً
يفلُّ جوابنا شرّ السؤال
لنا التاريخ يشهد في جلاءٍ
ولا لبسٌ هناك بأي حال
بأنا من ذرى جبلٍ منيفٍ
هبطنا كالنسور لـ “ذي سفال”
أقمنا دولة من حد صنعاء
وطوّعنا (بنا) للإمتثال
وسمينا البلاد بـ “سرو يافع”
وسيّجنا حِماها بالنصال
وأفردنا اليد الطولى جنوباً
إلى عدن لإحكام المجال
ولابن الفضل في التاريخ ذكرٌ
عليّ فارس السمر العوالي
تأبط سيفه وغزا شمالاً
إلى أن حاز أعناب الدوالي
وكنا قبل ذلك جيش عمرو
تمرّسنا بأنواع القتال
دخلنا مصر في نسق مهيبٍ
لنا فيها دويّ في السجال
وما زال أسمنا فيها مضيءٌ
إذا ما حان وقت الإحتفال
وفي “حيدر أباد” الدكن كنا
جنودَ الحق أصحاب النبال
رفعنا راية الإسلام هِنداً
وهدّمنا صوامع كل غال1
وشرّقنا لأقصى الأرض حتى
وصلنا أرض (جاوة) كالهلال
أضأنا ليلهم بالدين حقاً
وعلّمناهم خير الخِلال
وعدنا بعد ذلك في سلامٍ
إلى الجبل المُنيف على الجبال
نُواصلُ أهلنا في كل حينٍ
ونرفدهم بأنواع الغلال
فإن شدّت رياحُ الدهر جُدباً
عقدنا العزمُ في سود الليالي
فأسرينا أسود الغاب تسري
تدمدم في الطريق إلى النزال
بوادي حضرموت لنا فعالٌ
ضبطنا الأمن في بالغوالي2
ووطدنا عُرى مُلكٍ عظيمٍ
(قعيطي) الهوى رحبُ المجالِ
طوينا البحر حداً بعد حدٍ
وأدخلنا (الكثيري) في الرمال
ونكظم غيظنا عاماً فعاماً
ونصبرُ مثل أجوادِ الجِمال
فإن غلبت جيوشُ الصبر ثرنا
سُيولُ الفجرِ تُنذر بالزوال
ردعنا الإنجليز بكل حزمٍ
فما عبروا حدود الإنفصال
وألجمنا الإمام وقد تمادى
فعلمناه فن الإتصال
وما زلنا على عهدٍ قديم
بأن الظلم يُلطمُ بالنّعال
وإن الناس إخوانٌ كرامٌ
سواسيةً بلا قيلٍ وقالِ
فإن يجنح ذوو السلطان منا
جنحنا للبناء وللمعالي
وإن شطوا فما للظلم وجه
يُقبّل باليمين وبالشمال
|
||
- (من الغلاة في الدين)
- (الأرواح)