مهداة إلى الوالد الشيخ عمر قاسم العيسائي مع خالص
المحبة
|
سحائب الخير من كفيك تنهمر
جزاك ربك كل الخير يا عمر
يا أسمح الناس وجهاً في بشاشته
وألطف الناس عذراً حين تعتذر
وأجذب الناس للأصحاب تألفهم
ويألفونك في يسرٍ وقد أسروا
يا سيد القوم: من شابوا ومن ولدوا
ومن تفتوا من غابوا ومن حضروا
طوّقتني بجميل كيف أشكره
إني إلى الشعر من نعماك أعتذر
فأنت تمنح من قلب مشاعره
تفيض بالحب والأخلاق تزدهر
والشعر يهجن لا يدري قصائده
هل تبلغ الروح أم تهوي فتنكسر
شتان بين وثيق في توجهه
وآخر لقبول القول ينتظر
علّمتنا أن خير الفضل قاطبة
ما ليس يُطلب أو يسري به خبر
وأن لله أشخاصاً على يدهم
تقضى حوائج من عفّوا ومن صبروا
وتلك أطباع خلقٍ قل مثلهم
سارت بذكرهم الرّكبان والسّير
كأنهم شجر طابت منابتها
فطاب منظرها والزهروالثمر
أبا سعيدٍ وقد كانت منابتكم
تلك الجبال التي بالريح تأتزر
أرض (العياسي) حيث النسر منكسر
والخصم مندحرٌ والصخر منحدر
والرزق يقدر في زرعٍ وفي بشرٍ
كأنما الأرض بالأرواح تأتمر
لولاك والشيخ (أبو بدرٍ) بهمّته
(عليّ) في الناس ما كانت لتنذكر
ولا أرتقى أسمرها في ألف واجهة
بهية الحرف بالأضواء تنغمر
علوتما في سماها فاعتلت بكما
كما علا في السماء النجم والقمر
ومن ورائكما جيلٌ مطامحه
تجاوز الأمس في الأرجاء ينتشر
تمشي به الأرض والأقدام ثابتة
يبني ويعلي على ساس ويقتدر
وسوف يبلغ آفاقاً مجنّحةً
ما دام يرشده من فعلكم أثر
أبا سعيد إليك الحب أجمعه
ما أشرق الصبح أو ما رتّلت سور
وليهنك الشهر والأعياد تتبعه
بالسّعد والطيب ما حجّوا وما اعتمروا
|