|
إلى (ناصرٍ) أُهدي القصيد معطراً
قلائِدُهُ أحلا وأغلا وأخلدُ
مضامينه مسكٌ وعود وعنبرٌ
وملبوسه وشي حرير وعسجد
يفوح بأنسام المحبة صادقاً
وفي كل قلبٍ ذكره يتردد
سلام وأشواق وإعزاز ماجد
إلى رجل حيث المكارم يوجد
إلى رجل لم يستقوِ يوما بقوّة
سوى الحق والإيمان بالله يُعبدُ
بشاشة وجه في صفاء سريرة
وميزان تقوى يتّقيه وينقُد
وما ردّ يوماً وهو يستطيعُ حاجة
لطالبها والله يدري ويشهد
وكم قد شهدنا مجلساً كان ودّه
يفيضُ على الجُلاّس لطفاً ويُسعد
له نظرة في الناس يدري كرامهم
ويفرز من بالغش يسعى ويُرعدُ
يقدّم ميزان الأمور بحكمة
ويستأنس الواهي القوى وهو سيّد
وكم بات سهراناً على الأمن راعياً
شؤونا ومن يعنيهم الأمر رقّدُ
طُمأنينة ما عاش شبع كمثلها
سيذكرها التاريخ تُروى وتُسردُ
بناها وأعلا صرحها (زايدُ) العُلا
ونفّذها جيلٌ جسورٌ مُجدِّدُ
تنادوا وراء القائد الفذ مثلما
تنادت أسود الغابِ تَغْلي وتجردُ
على عزمه ساروا جيوشاً مُطيعةً
بأخلاقِه ائتموا بأعماله اقتدوا
فأهدوا إلى الدّنيا صُروحاً مهيبةً
تقومُ عليها نهضة وتُشيّدُ
وتضرب للعرب المثال مُجسّداً
إذا هم أرادوا أن يسيروا ويهتدوا
“أبا ظاعنٍ” والدّهر يُدني ويُبعدُ
يُغيّر في أثوابه ويُجدّدُ
ويختار من شاءوا بما شاء سُعدهم
وطالعهم فيما يُحبّون يُنجد
ومن كتب الله الشقاء عليهمُ
فليس لهم يوم يقيهم ولا غدُ
مقادير إن أودت رضينا بحكمها
وإن هي جادت لؤلؤٌ وزمرّدُ
ستمضي الليالي ليلةً بعد ليلةٍ
تنازعها أعمارنا وتُبدّدُ
ويبقى جميل الذكر في حلقها شجا
تعيدُ وتُبدي وهو ريّان أملدُ
وإني لأرجو الله أن تبلغ المُنى
مُناك مرافيها أعزّ وأجدد
وتهنئةً بالحب تغشى ديارَكم
وأفراحكم دامت تهلّ وتُسعُد
|