إلى حضرة صاحب السّمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان حفظه الله
لمناسبة عيد جلوس سموّه السابع والعشرين، تعبيراً عن أصدق مشاعري ومشاعر شعبنا اليمني الذي يكنّ لسموه كل مشاعر الإعزاز والتقدير والإحترام.
فضل النقيب
|
ليت للأقلام نبعٌ من ضِياء
في احتفال الشعر باليوم السعيد
ليشعّ الحرف وهاج السناء
مشرقاً من نورك الزاهي المجيد
يوم جاء القدر الساري على
موعدٍ في شخصك الفذ الفريد
حين أطللت على الدنيا فتىً
عربيّ الوجه قومي النشيد
وحدويّ النهج كالنجم سما
ساطع الإشعاع في الأفق وحيد
مرهف الإحساس محمولاً على
زورق الشعر وأنغام القصيد
عبقريّ الروح مفطوراً على
ملكوت الحب والعدل الوطيد
والإمارات قلوب غصّةٌ
تنبض الحب وريداً لوريد
طَمَحَت فيك إلى أسلافها
ورأت فيك تباشير الحفيد
كلّهم مدّ إلى الشمس يداً
بعد ليل مظلم مضن شديد
فبدأت العهد في سيمائه
حِكمة الأيام والعزم السّديد
سبعة من بعد عشرين انقضت
كل يوم كان في عهدك عيد
كل يومٍ أنت تُعلي صرحها
كل يوم أنت تبني وتجيد
ليت شعري أي سر رائعٍ
حملته الأرض شطآناً وبيد
أي سر كان في ميقاتها
وهي تجلو ذلك الفجر الوليد
يتهادى مثل حلمٍ من شذى
عطر الأنفاس فواح وئيد
ثم ينداح على أرجائها
مهرجان النور فياضاً رغيد
الإمارات استعادت نفسها
منذ أن وحَّدتها شملاً بديد
نسجت مجداً فريداً مُبدعاً
أين منه مجدها الزاهي العتيد
أنت علّمت الألى قد ركبوا
لُجة الماضي بلا معنى مفيد
ليس في التاريخ سطر لفتى
يقرأ الأجداد لا يبني يزيد
والصحاري خلعت أصفرها
حينما ألبستها ثوباً جديد
يمرح الأخضر في كثبانها
ينقش الزهر على الرمل العنيد
ثمرات الأرض في أكنافها
نسيت عهد الينابيع البعيد
بعد أن وطنتها في رغدٍ
ليس تخشى من لهيب أو جليد
سلةٌ للخير طالت أنفساً
طالما حنّت لظلٍ في الوقيد
يُسمع الماء يُغني فرحاً
وهي يسري في تلافيف الجريد
صاعِداً حتى عناقيد الذُّرى
والشماريخ على النخل تميد
أي إعجازٍ على إعجازه
لم يزل في سرّه كل جديد
مُدُنٌ أخت اللآلئ نوّرت
مثلما عِقدٌ على أجمل جيد
النوافير على أبهائها
ترسم الفرحة تُبدي وتُعيد
وأناسٌ لا ترى في سمتهم
غير راضٍ وبهيج وسعيد
عقدوا في حُبك العزم على
أن يكونوا بين إبنٍ ومُريد
***
آهٍ يا من كنت للخير يداً
وضميراً ولساناً ونشيد
تتجلى حكمة مَجبولةً
بِشعورِ الشّعب شيخاً ووليد
تَصِلُ الحاضر في أمواجه
بجُذور المجد في الماضي الرشيد
كيف نوفيك وقد كنت لنا
نورنا في السهل والوعر الشديد
وملاذ الخائف العاني وَمَنْ
كان من أحزانه قاصٍ طريد
ليس إلا أنفساً ضارعةً
مدّك الرحمن بالعمر المديد
|