بقلم عبدالرحمن بجاش
لا زلت اتذكر رسالته , كان ذلك في العام 2008م , ورسائله عادة تاتي عبر التليفون إيذانا بانتهاء عصر الورقة والقلم الاثيرين الى النفس والانامل !!!! , اتحسس يدي اكاد لا اجدها !!!قالت رسالته يومها وانا اسميته عن استحقاق ب(القارئ المثقف الذي يتنقل بين الكاتب والكتاب , بين صاحب القلم والمقال , بين الفنان الاكبر مثل فضل النقيب والعمود آفاق , بيني وبيني , يتنقل بخفة ورشاقة النحله تدور بين الازهار وورودها , من كل زهرة قليل , من كل ورده كثير , وفي الاخير رسائل احداها تلك التي قال فيها ( هانحن في المقيل نتابع (ساعة سمر ) نسمع الفنانين على الهواه يتغنون بكلمات الشاعر الكبير نزيل الراهده هروبا من النسيان والجفاء من الاصحاب وذوي القربى ) قصد يومها ودائما احمد الجابري , لم اكذب انا خبرا فكتبت في عمود ( مشاهد يوميه ) وهو احد اولادي : ( لمن كل ها الجهيش !! ) , وهذه اللحظة وانا اتذكر محمد عبد الودود طارش , اتيقن كم هو خالد الرويشان كبير حيث رعى الجابري وكل الجابريين ان صح التعبير !!!, ومحمد عبد الودود صاحب القلم الكبير فضل النقيب رحمه الله الذي هو ايضا صاحب المساح من المعهد الديني حتى جامعة القاهرة اين ( بطح المساح التمساح) وهي حكاية رواها النقيب حين كرم المساح في واحده من اجمل صباحات ايام الرويشان الجميله و هي منشورة بملحق القعود ( الثوره ) 20 ديسمبر 2004 ,وقد اعتلى النقيب بآفاقه الشقة اليسرى من عمارة ( كتابات الثورة ) وانا بخوف ووجل استاجرت الواقعة في اليسار , وظللت اتعلم وارتشف قهوة الصباح من عمود ( آفاق ), وصاحبه رحمه الله بحر عظيم لو تعلمون …., وان تجاوره فقد دعت لك امك كما نقول , مدري هل دعت لي امي او هو محمد عبد الودود الذي ظل يتغنى بصاحبه ويشجع اللاعب الجديد سنين !!! , غيب الموت النقيب , ليحزن طارش حزن الارض على شحة المطر!!! , ويبدو ان غيابه اثر كثيرا على هذا الرجل الذي اتصل بي ذات صباح وقد بدأ يقرؤني ( كيف حالك ايها الزميل ؟) وراح بحماس يذكرني بايام جميله ( هل تتذكر ايامنا في القاهره ووووو) , فهمت العباره قلت ( انت تقصد زميلك عبد الرحمن بجاش سلطان ) , لكننا تعرفنا الى بعضنا سريعا , وظللنا على تواصل , الى ما قبل اشهر , انقطع , سألت , لم يجبني احد , شعرت بالغيره ( اريد احدهم يشجعني ) , لم اجد لصوتي صدى , ( فزعلت ) , الرجل تكبر , كيف وهو مدير شركة روثمان , وبعدها المدير الصناعي لمجموعة هائل , وانا عباره عن صحفي والصحفي ينظر اليه كثيرون على انه مجرد شحات – بالطبع لست كذلك – ويتجنبونه , وكلما مد يده لتاجر يسلم , ظن هووالاخرون انه يدور( بيس ) !! , هواجسي تداخلت حتى ظننت ان راسي سينفجر , امس الاول صباحا هناك عزيز اتصل بي , من صراخ الشارع لم اسمع سوى ( صاحبك محمد عبد الودود طارش مات ) , طوال الشارع وكنت ابحث عن تاكسي يعيدني الى البيت ظللت اغالط نفسي ( اكيد انا ما سمعتش جيدا ) , بالفعل تاكد لدي ان القارىء المثقف والودود محمد عبد الودود غادرنا بهدوء ….بعد الم لا يطاق على الولد الوحيد تحول الى مرض افترسه …….وداعا أيها القارئ النبيل ……

رحم الله محمد عبدالودود طارش وإنا لله وإنا إليه راجعون