رحل فارس الكلمات.. نقيب اليراع .. الكاتب الأريب والأديب اللبيب .. فضل بن علي ناجي النقيب. ورحيل هامة سامقة بحجم الفقيد “أبى خالد” خسارة كبيرة لا تعوض, وحدث جلل يؤلم كل من عرفه وجالسه وقرأ له.. وما أكثرهم على امتداد خارطة الوطن العربي. وتشتد وطأة الفراق على كل من عرفه عن قرب وربطته به صداقة ولقاءات وجلسات, كحال الأسيف المسكين.
لن نبكيك, أيها الفقيد الحبيب ..فضل النقيب.. رغم احتباس الدمع بالمآقي, فأنت في غنى عن الدموع, لأنك باقٍ حياً في وجداننا وفي ذاكرة التاريخ المجيد.
نتذكرك مع كل رشفة (فنجان شاي) نحتسيه كل صباح على وقع صدى صوتك الذي جذب أسماعنا وشنف أذاننا وأطرب قلوبنا, مثلما جذبتنا كل كتاباتك وأشعارك وسحرتنا برصانتها وصفائها الروحي وغناها الفكري والأدبي.
أدير طرفي فأراك يا واسع الأفق وجواب الآفاق في كل الاتجاهات وفي الـ(آفاق) الرحبة من حولنا تنير لنا الدروب, وتنزع الهم من القلوب, نحو مستقبل خالٍ من الخطوب.
ها أنت الآن تطل علينا من علياء المجد نجماً ثاقباً ومميزاً بين (نجوم عدن) الذين أضأت لنا جوانب من حياتهم وابداعهم في صحيفتنا الأثيرة “الأيام” حينما كان قلمك يصول ويجول في أكثر من صحيفة محلية وعربية, فاستعجلت اللحاق بهم لتحلق عالياً في سماء الخلود نجماً عربياً وإنسانياً مضيئاً حمل هموم الأمة على امتداد الوطن العربي الرحب الممتد من الماء إلى الماء.
وتظل خالداً في (دفاتر الأيام) رغم ذكريات أيام الألم والمعاناة التي لا تخلو من خيال سبل الجناح ولمحات من عبر ومواعظ الزمان.
ختاماً ماذا أقول فيك يا أفصح الفصحاء.. (نقيب اليراع) كما كتبت عنك ذات يوم, وصاحب (الكتابة الراقية) كما وصفك صديقي ابن السلفي, و(فاكهة الثقافة) كما قال عنك صديقنا شوقي الضباعي.. وأختتم بأبلغ وصف أصاب الحقيقة ولا مس جوهر شخصيتك الفذة وهو قول الأستاذ خالد الرويشان وزير الثقافة السابق حين وصفك بأنك:”رقة شاعر، وموسوعية مثقف، وشغف فنان، وأريحية زعيم”.
نسأل الله لفقيدنا الرحمة والغفران, وأن يسكنه جنات الرضوان, ولأهله ومحبيه الصبر والسلوان, وعزاؤنا أن أمثاله لن يطويهم النسيان.
د.علي صالح الخلاقي