متى أيها النقيب

كاتب المقال الأستاذ: عبدالرحمن بجاش

أبدأ الرحلة من جديد بالدعاء إلى الله أن يشفي جارنا الساكن زاوية الصفحة العاشرة العليا، الأستاذ فضل النقيب صاحب القلم الرشيق الذي ظل يجبرني على قراءته يومياً قبل أن يهزمه المرض – مؤقتا – ويرتاح قلمه لبعض الوقت – وأنّى له أن يرتاح – فحامل القلم لا يرتاح ولا يهدأ له قرار إلا متى ما رأى شجرته تنبت كلمات وأحرفاً يشمها بلون الحبر فتشفى أمراضه العليلة، وأحسب أن النقيب صديق المساح ورفيقه يتحفز الآن للعودة إلى ميدانه فارساً لا يشق له غبار.

عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش


إلى الأمس منتصف الليل، وأنا أعب من دوحة دفاتر الأيام، تلك جرعة يجبرني قلمه على التزود بها دفئا وفكرا وأفكاراً وسلاسة وأسلوباً يجبرك على أن تقرأه يوميا، وأنا أظهر أنانياً كلما أتى عمود “آفاق” ممتشقا صهوة الفاكس أقفز سريعا لأختطف الخط المميز بخطين على الهوامش يميزان الإرسال اليومي فأقرأه دفعة واحدة كمن يشرب عصير العنب!! وأتلفت إلى زملائي من حولي إحساسا بالتميز ومشاعر النصر تجتاح الكيان..
فضل النقيب قلم لا تملك إلا أن تحبه وتحترمه وتتابعه، وأنا بالعادة أسبوعيا أنهل من معين لا ينضب من يوميات الأستاذ الدكتور المعلم عبدالعزيز المقالح ومن آفاق النقيب.. أرتشف رحيق الفجر وحمرة أفق الغروب.. فهما الوحيدان اللذان يضيفان إلى ملفي أوراقاً جديدة وكلمات أجد، وحروفاً مدهشة وصوراً إنسانية بديعة وذكريات هي معالم لو تدرون عظيمة.. أجد نفسي ألهث وراء النقيب من “الثورة” إلى “سبتمبر” إلى “الأيام”، لكنني لا أتعب وإن شعرت بالاسترخاء فللتمتع بما قرأت.
متى أيها النقيب تعود لتسيد المكان والزاوية وأشواقنا.. حتى نتوارى نحن لنتعلم.. متى يأذن القلب بخوض عباب النهر مرة أخرى.. ونحن منتظرون.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s