شاكيرا.. مع الاحترام

نقول لبعض الأغنياء المؤتمنين على مال الله تعلموا من نجمة «البوب» الشهيرة «شاكيرا» التي تلعنونها بألسنتكم وتضعونها في قلوبكم نفاقا ورياء، كما هو الحال في الكثير من أمور الحياة، حيث المخاتلة سيدة الموقف، ولا موقفاً حقيقياً تجاه إخوانكم من الفقراء المظاليم، ومن المتعطشين إلى العلم العاجزين عن تكاليفه، ومن المرضى الذين لا يجدون قيمة الدواء هذا إن كانوا قد استطاعوا أصلاً الوصول إلى الطبيب لتشخيص امراضهم.. مغنية البوب شاكيرا وهي من أصل عربي قالت أنها تشعر بحزن عميق تجاه ما يعانيه سكان القارة الامريكية الجنوبية من فقر وعوز وأنها تسعى جاهدة للملمة جراحهم ومساعدتهم بشتى الطرق المعنوية منها والمادية، وقد اعلنت أنها ستتبرع بـ45 مليون دولار على أن يوزع اربعون مليونا منها في نيكاراجوا والبيرو، أما الخمسة ملايين الباقية فقررت أن تكون في خدمة البرامج التعليمية لأطفال امريكا اللاتينية.

هكذا ضربت المغنية المثل حيث لا يتوقع أحد منها شيئاً أو يطالبها بشيء أو حتى يريد أن يعرف رصيدها في البنك من عوائد البوماتها التي تباع حول العالم كما يباع الهيروين، ولكن للضمير الإنساني رأي آخر حيثما حل أو سكن، فمتى سيحل هذا الضمير في صدور الأغنياء والمتمولين العرب والذين يحولون سلطاتهم إلى قصور وأموال سائلة ومهاجرة، علماً أن كل هذه الأموال هي من أرزاق الناس بل ومن جيوبهم يدفعونها بمختلف الطرق إضافة إلى أن الاكتناز جرم اقتصادي عظيم بينما هناك مئات الملايين من الجائعين الذين يتضورون من الجوع فعلاً ومجازاً ومن العاطلين عن العمل وهم في عمر الزهور .

شاكيرا بعملها تطهرت بكرم النفس وسمو الروح، وقدمت رسالة إضافية مجانية لمن يريد أن يتطهر مثلها ممن يتفرجون على أموالها وهي تتضخم في أرصدة وربما تتبخر في عمليات التضخم دون أن يستمعوا إلى ما قالة الإمام الشافعي:

إذا كثرت ذنوبك في البرايا

وسرك أن يكون لها غطاء

تغطى بالسخاء فكل عيب

كما قالوا يغطيه السخاء

نعم.. ونضيف ما ورد في الأثر «ما نقص مالً من صدقة» وأكبر متبرعين على وجه الأرض اليوم للأعمال الخيرية والإنسانية هما صاحبي ميكروسوفت الأشهر في عالم الكمبيوتر والبرمجيات وكلما تبرعا بالمليارات أغدق الله عليهمامليارات أكثر وتمتعا بحسن السيرة والذكر الحسن وتلك الراحة العظمى التي لا يعرفها سوى أصحاب الضمير الحي المتصل بحب الناس والأخذ بيد العاجز والمحتاج، وفي العرب نماذج كثيرة لهؤلاء ومنهم سلطان العويس في الإمارات الذي رصد الجوائز السخية للمبدعين العرب وأوقف عليها ما يكفيها ويفيض ومنهم جمعة الماجد الذي نذر جزءاً كبيراً من دخله للحفاظ على المخطوطات العربية ودعا في برنامج تلفزيوني إلى تخصيص 20% من الدخل القومي لكل بلد عربي توزع بين التعليم والصحة عملاً بـ «العقل السليم في الجسم السليم» ومنهم الراحل رفيق الحريري الذي أهل حوالي أربعين ألف جامعي لبناني ومنهم الحاج سعيد لوتاه الذي يصرف وقته وماله لتأسيس مناهج تعليمية ذات جدوى وعائدية وقيمة تربوية بحيث تتأهل الناشئة مع بلوغ سن الخامسة عشرة للنهوض بالأسر ومنهم السعودي الشيخ محمد بن عيسى الجابر راعي كتاب في جريدة الذي وزع حتى الآن حوالي مليار وربع المليار كتاب لإشاعة الثقافة ومنهم في اليمن أحمد جابر عفيف والأثرياء من بيت هائل سعيد الذين لهم في الخير وأعماله نصيب مشهود، وقس على ذلك، ولكننا نتحدث هنا عن الأكثرية من الأثرياء العرب الذين قد يصرف الواحد منهم في ليلة حمراء ما يكفي لإعالة مائة طالب علم لدراسة جامعية كاملة.. شاكيرا أضافت إلى رصيدها ولم تخسر شيئاً يذكر، واليوم نكتب عنها بكل احترام.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s