شمعة هيلاري..

لم تعد المرأة التي تتقدم الصفوف في العديد من بلدان العالم مجرد خليلة للرجل (السوبر مان) المتفوق بقواه الجسدية والعقلية وإنما ارتقت إلى مرحلة الندية والشراكة وفي العديد من المواقع حازت قصب السبق والتفوق بما حباها الله من قوى خلاقة وطاقات هائلة على العمل وميل أمومي إلى إشاعة الرحمة والتراحم بين الناس ، ولو ترك الرجال الذين لا يزالون يفرضون أنفسهم في إدارات النساء مستشارين وموجّهين ، الفرصة الكاملة لهن لأبدعن حلولاً متفقاً عليها لمشاكل البشر المزمنة وخاصة لجهة الحفاظ على التوازن البيئي الذي يهدد اختلاله الكرة الأرضية بأدخم العواقب كما نرى في ذوبان ثلوج القطب الشمالي وارتفاع مياه المحيطات وتتابع العواطف والفيضانات المدمرة على مدار العام ، فامرأة مثل هيلاري كلينتون التي تبدو حظوظها في الإنتخابات الرئاسية الاميركية لعام 8002م راجحة لن تكون في تيّبس جورج بوش الذي يصيب في سياساته العشوائية النملة ويخطئ الجمل كما يقول المثل الشعبي، فهي إمرأة راجحة العقل ، ذكية البصيرة ، مخضرمة ، عبرت محناً كثيرة برباطة جأش ايام كان كلينتون كالجحش يطلق لغرائزه العنان كلما وقع نظره على حسناء لعوب مثل مونيكا التي أوقعته في حبائلها الساذجة وكادت أن تخرب بيته لولا لطف الله وأعمال سبقت له أبلى فيها البلاء الحسن ولولا هذه الـ (هيلاري) التي بدت كلبوة جريحة ولكنها بدلاً من القفز إلى عنق كلينتون ومونيكا لصرعهما وإشفاء غليلها وغليل محازبيها الذين رأوا في ما عمله الرئيس أمراً إدّا ، وخاصة لجهة التفاصيل المثيره للتقزز الرئاسي إضافة إلى الكذب تحت القسم ثم الإعتراف بعد ذلك بعد أن قيل له أن الدي ان ايه الذي بقع ثوب المنتقمة لا يعرف الكذب أقول: بدلاً من الانتقام فضلت هيلاري أن تعض على جرحها بصمت وصبر حتى أماتته على طريقة الصعلوك عروة بن الورد في إماتته للجوع (وربما كان شاعراً آخر فلست على بينة من أمري).

أطيل مطال الجوع حتى أميته

وأضرب عنه الذكر صفحاً فأذهل

واليوم تبدو السيدة هيلاري كلينتون في أوج الصحة النفسية والسياسية فيما غريمتها تأكلها السمنة والندم ، تسير كالمجذومة يتجنبها الناس و«رحم الله زمن اللبن» على حد تعبير نزار قباني أما الشيخ كلينتون فقد تعافى هو الآخر ولكن بدرجة أقل من هيلاري وقد غفر له المجتمع ما تقدم من ذنبه بعد أن رأوا عمايل خلفه جورج بوش والمثل يقول (ما تعرف خيري إلا لما تجرب غيري) وقد أكد أنه سيكون أسعد إنسان على سطح الأرض في حال فازت زوجته برئاسة اميركا مؤكداً انها ستكون رئيسة عظيمة ومع أن شهادته في صاحبته مجروحة على حد قول الفقهاء إلا أنه صاحب الدار الذي يقال عنه (وصاحب الدار أدرى بالذي فيه) أما عن دوره المنتظر في ظل السيدة الرئيسة فيقول أنه سيركز على مساعدتها في تلميع صورة الولايات المتحدة في أنحاء العالم بعد إصابتها بالكثير من الضرر بسبب سياسات بوش.

وفي هذه نبصم لكلينتون بالأصابع العشر ونقول للسيناتوره الطموح :

> مرحباً بك الى رئاسة اميركا لأن شمعة مضاءة خير من الليل البهيم.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s