الحسناء “براقش”..!!

ومن الوعد ما قتل, على وزن, “ومن الحب ما قتل”ذلك أن الناس مربوطون بألسنتهم كما هم مربوطون بقلوبهم وعواطفهم, وليس أبشع من إخلاف الوعد سوى خيانة الحب, ولا يزال الواحد يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله وخلقه كذابا، والسؤل هو : هل كل إخلاف للوعد أو تغيّر في مشاعر الود يخسر الميزان ويشين صاحبه ويقتضيه القصاص. لا أظن أنه يمكن إطلاق حكم على علاّته دون مراعاة للظروف فالعجز عن الوفاء غير الإصرار المسبق على المكر, وفداحة القصاص قد تكون أقل من فداحة الوفاء بأمر يفوق الطاقة أو يقع خارج مجال الرؤية عند قطع العهد, ويقال أن أحد ملوك الهند أراد مكافأة مخترع رقعة الشطرنج ووعده بأن ينفذ له مايريده, فقال له : أطلب منك يامولاي أن تهبني كمية من القمح, فقال الملك: طلبت سهلا, إن أهراء الهند مليئة بالقمح واحتياطياته تغطي سنوات قادمة من حاجات الناس, فهلا طلبت شيئا آخر له قيمة أعظم, قال: لا يامولاي القمح فقط.. شريطة أن تضاعف في كل مربع من الرقعة الكمية عن المربع الذي سبقه, فأمر الملك بذلك, وكأن الأمر في ظاهره يبدو ميسورا ولكن التراكم الهندسي للكميات أعجز أهراء الهند عن الوفاء بالوعد – والمندهش يجرب ولو حسابيا-ولما قيل ذلك للملك وتأكد منه بنفسه أدرك مغزى الطلب والحكمة من ورائه فالمخترع لم يقصد إلى إعدام القمح من الأسواق كما يفعل تجار هذه الأيام, وإنما أراد إيصال رسالة بعدم الاستهانة بالبدايات وإن قلت فالسيول العظيمة المهلكة تتكون من قطرات المطر التي لا تروي القطرة الواحدة منها عطش عصفور، وكذلك النار فإن الشرارة الصغيرة قد تحرق الغابة بأسرها، وفي العلاقات البشرية فإن عملاً أو كلمة لم يحسب صاحبها حسابها قد تقود إلى حرب ضروس، وما داحس والغبراء سوى مثال من أمثلة كثيرة في التاريخ، فتلك الحرب التي استمرت أربعين عاماً بعد أن “تبزل ما بين العشيرة بالدم على حد تعبير زهير بن أبي سلمى قد نتجت عن قيام سفيه بحثو التراب في وجه الحصان “داحس” الذي كان متقدماً على الغبراء، وربما العكس إذا كانت الذاكرة قد خانتني لأنها لم تعدني فتخلف، وإنما الحرب بيني وبينها سجال، فلا أنا أحثو التراب في وجهها ولا هي كذلك.

ما علينا.. فآخر الوعود الملتبسة ما تفوهت به عارضة الأزياء الأرجنتينية الشهيرة نيكول نيومان فقد صرحت في 29 أغسطس الماضي أنها ستخلع ملابسها بالكامل وفي العلن على ناصية بأحد شوارع العاصمة “بوينس إيرس” احتجاجاً على الصيد الجائر للحيوانات لبيع جلودها، ولكنها نكثت بوعدها في اللحظات الأخيرة.

وهذا أمر يحمد لها مع أنها متعودة كعارضة على خلع ملابسها واستبدالها عشرات المرات خلال العرض الواحد، ولكن ذلك شيء، والخلع في الشارع شيء آخر، وطبعاً فإن مثل هذا الوعد المأفون لا يصدر إلا عن عقل سخيف تتميز به العارضات اللواتي يجنّن خلايا أدمغتهن بالجوع والعطش وأكل المناديل الورقية خوفاً من السمنة، وإلا فما العلاقة بين الصيد الجائز والجسد العاري، وربما كانت الحسناء الورقية تضحك وهي تتابع خبر تصريحها عبر الصحف ومنتديات الانترنت، ومن أسف أن العارضات ومن على شاكلتهن هن الآن نماذج عالمية للفتيات وخاصة المراهقات اللواتي يغبطنهن على الشهرة والمال، ولا يهم كيف ومن أين أتى.

وقد قامت جماعة مجهولة بخطف كلب نيكول المدلل وهددت بتحويل جلده إلى معطف شتوي إن لم تف العارضة بوعدها، وهكذا جنت على كلبها “براقش” وقد رفع الشبان الذين نشروا صورتهم مع الكلب على الانترنت شعار “تعري يانيكول” فهل تفعلها من أجل خاطر الكلب؟. لننتظر ونرى .. ويأتيك بالأخبار من لم تزود.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s