طاش.. ما طاش..!!

زاوية اليوم ليست من نوع الإعلان التحريري للدعاية للمسلسل السعودي الناجح “طاش.. ماطاش” أولاً لأنه ليس بحاجة لمثل ذلك الإعلان فقد حاز على إعجاب الملايين من مشاهدي التلفزيون وهم أفضل مسوقيه ومستقبليه في آن، وهذا غاية المنى للممثلين والمخرجين والمنتجين، وثانياً لأن جمهور المسلسل الذي وصل إلى عمر الـ15 سنة، وهو كما تعلمون عمر بالغ الحيوية وشديد الاندفاع وقوي المراس، ينتظره بفارغ الصبر لذلك فالصحف من تلقاء نفسها تتابع أخباره وما في جعبته من أفكار جديدة مشاركة منها في لعبة “التشويق” وهي من اللعب المفضلة لدى الصحافة والإعلام عموماً، ثالثاً إن المسلسل قد ارتبط بشهر رمضان المبارك الذي توشك ركائبه أن تصل إلى مدننا وقرانا لنكون في ضيافتها وتكون في ضيافتنا شهراً كريماً تتنزل فيه الرحمات بينما أصحاب الكوميديا يسعون لامطارنا بالضحكات وكما قيل “ساعة لربك وساعة لقلبك” ومع كل يوم تزداد حُمى التسويق للمسلسلات التلفزيونية في سوق عكاظ الرمضاني “ومن سبق أكل النبق” والمسألة تتعلق بصناعة رائجة تدر الملايين، وتعيد هذه المبالغ التي تنمو باضطراد بث الحياة في عروق صناعة المسلسلات التي غلبت السينما وأرجعتها إلى المركز الثاني، وفي هذه “الهُلما” فإن ما أكتبه اليوم ليس سوى قطرة في بحر محيط إن حضرت أهلاً وسهلاً وإن غابت يا مرحبا، وقد ورد في التسريبات أن إحدى الحلقات ستتعرض إلى “الليبراليين” السعوديين بعد أن تعرض المسلسل في دورات سابقة إلى التيار الديني والتقليديين والتكنوقراط، وبذلك فإن “العدالة في توزيع الظلم رحمة “علماً بأن الممثلين القديرين بطلي المسلسل ناصر القصبي وعبدالله السدحان ومن خلفهما كتاب الحلقات إن وجدوا قد بدوا كمن يسيرون على السراط فالمجتمع السعودي ليس أي مجتمع حيث لا تزال فيه مجاميع لايستهان بها تمنع وجود جهاز التلفزيون أصلاً في منازلها فكيف بمشاهدة تمثيل ساخر قد يغمز ويلمز فيهم، ومع ذلك أين يهربون في عصر مثل عصرنا فالمجالس تغص بأحاديث الحلقات، والصحف تخوض فيها، والذي ما يشتري يتفرج.. بل قد تصلهم بعض اللقطات إلى تلفوناتهم المحمولة بفضل تقنية “البلوتوث” وبدون شك فإن لـ”طاش ما طاش” دوره الكبير في تخفيف الصرامة المجتمعية التي ترى في الضحك نوعاً من عدم اللياقة وربما رجساً من عمل الشيطان وهو الأمر الذي يستتبع ردود أفعال مساوية له في الشدة ومضادة في الاتجاه وخاصة لدى الشباب الذين تعرفوا إلى العالم سياحة وتعليماً ومشاهدة فضائية وتلك الفئة الواسعة من المجتمع التي تتعامل تجارياً مع الدول الصناعية أخذا وعطاء وتكتشف كل يوم أن الإنسان هو الإنسان في كل مكان وما من داع لأن يحجر عليه تحت أي مسمى لأن كلاً يعرف طريقه إلى الله ويعرف الطرق الأخرى “ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره.. ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره”.

على كل نرجو أن نضحك من أعماقنا على الليبراليين كما ضحكنا على من سبقوهم بدون داع لتصنيفهم حتى لا يغضبوا، وللجدران آذان و”الشر برّع وبعيد” بفضل الشهر الكريم.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s