«فيزاكارد» مفقودة!

فقدت بطاقتي الإئتمانية « فيزاكارد» ، وعلى الرغم من أن البطاقة تحمل صورتي وتوقيعي إلا أن خطر استخدامها من قبل الغير ــ خاصة إذا كانت مسروقة ــ يظل احتمالاً كبيراً بسبب التواطؤ أو الإهمال ، حيث لايدقق بعض أمناء الصناديق في التفاصيل ، وخاصة في السوبرماركتات المزدحمة الواقعة تحت ضغط عمل شديد ، وقد بادرت عبر النظام التلفوني الآلي لبنكي إلى الإبلاغ عن الضياع ، وطلب إصدار بطاقة جديدة ، قال لي الموظف العربي النادر الوجود ، والذي بدأ متحمساً ومتعاطفاً : إنها ستصلني خلال أربعة أيام بالبريد السريع ، شكرته وأقفلت الخط وأنا لاأزال مشغول الخاطر مبلبل الذهن حول الطريقة التي فقدت بها ، خاصة وإنها مؤمّنة ضمن بطاقات أخرى في محفظة الجيب الموجودة في مكانها وبكل محتوياتها إلا «الفيزاكارد»..لم أترك مكاناً محتملاً إلا وبحثت فيه ؛ فقط ليطمئن قلبي عدا فرع البنك الذي أتعامل معه ، وكنت قد مريت عليه لأمر ما ، فقلت «أشيك» على حساب الفيزا كارد بالمناسبة، رغم أن الأمر متاح عبر النظام التلفوني وكان في ذهني أن الموظفة المسؤولة بمجرد أن تجد البطاقة ستعرف من الكمبيوتر كل شيء عن صاحبها بما في ذلك أرقام تلفوناته ، وستتصل على الفور لذلك استبعدت هذا الاحتمال.. قل ياسيدي : انتظرت خمسة أيام بزيادة يوم «على البيعة» من وعد الموظف العربي الهُمام ، ثم عاودت الاتصال فأبلغني الموظف الهندي الذي طلع لي على الخط أن البطاقة ملغية ولكن مامن أمر بإصدار بطاقة جديدة عرفت أن «السوس» البشري يمكن أن يقبع في أهم مفاصل النظم الآلية فيعيقها عن العمل، ندمت أنني لم أسجل اسم ذلك الموظف الذي يجيد الكلام ويسيء الفعل ، وكان عليّ أن انتظر أربعة أيام أخرى ، حتى اتصل موظف في البريد السريع يوم الخميس وأبلغني أن البطاقة موجودة وستصلني السبت ، جادلته حول أهمية توصيلها فوراً للحاجة الماسة ، فقال : إن ذلك غير ممكن (البريد حكومي حيث لا أحد يحاسب أحداً) بل وزاد أنه لامانع لديه من أن أشتكيه إلى بنكي إذا كان ذلك يرضيني ، ويبدو أنه عاقبني فلم تصل حتى الأحد ، اتصلت.. قالوا : غداً الإثنين تصلك ، وهذا ماكان.. أخذتها إلى جهاز الدفع الآلي (ايه تي إم) فلم تعمل، اتصلت ، قالوا : تحتاج إلى تفعيل، وهكذا خضت مع الموظف الأسيوي الألْتَنْ (بنطق الإنجليزية مكسرة مقضومة الأطراف بعد مرورها في مصفاة لغة أخرى) وقد قام بدور المحقق الفطن ، وكان عليّ أن أمثل دور المتهم، سألني عشرين سؤالاً ؛ ليتأكد من شخصيتي ، وكان بعض الأسئلة يحتاج إلى مرجعية مثل: رقم جوازك ؟.. المهم «عمياء تخضب مجنونة» ، في الأخير قال: أنا آسف، عليك أن تمر على فرعنا في أبوظبي ، وأن تحمل إليهم صورة جواز السفر، خفت أن يعاقبني كصاحب بريد الدولة ، فقلت له: جزاك الله ألف خير، وماقصرت، وأنا رهن الإشارة، ذلك أن من قرصه الثعبان يخاف جرة الحبل، ذهبت إلى الموظفة إياها التي شيّكتْ البطاقة قبل أسبوعين ، وقلت ممهداً لعملية التفعيل التي لازمنتي كالصداع النصفي(الشقيقة) : هل تتذكرين ياأختي العزيزة ، عندما مريت عليك قبل أسبوعين، وبعد ذلك ضاعت مني البطاقة، أجابت : قبل أن تسمع بقية الموضوع: أيوه وبطاقتك موجودة، أنت مش أول واحد ينسى بطاقته، ثم أخرجتها من ملف بجانبها، صعقت : لماذا لم تتلفنينني ، قالت : حاولت مرة ــ وكانت كاذبة بكل مافي وجهها أمارات الكذب ــ ولكنها سوسة بشرية أخرى تبيض في مفاصل النظم المعلوماتية الدقيقة .. قلت لها لاعتاب..الله يسامحك.. قالت: تحب تشتكي على كيفك.. قلت لها: لا.. الشكوى لغير الله مذلة ، اعملي معروف وفعلّي البطاقة وإليك صورة الجواز.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s