كل خميس:حمى هاري بوتر

حطمّت رواية «هاري بوتر» للكاتبة البريطانية جي كي روليبنح الأرقام القياسية لمبيعات الكتب، وبلغ عدد النسخ المحجوزة من الجزء السابع والأخير على موقع «أما زون» 2.2 مليون نسخة، ولك ان تتصور عزيزي القارئ كم مليون اضافي تباع مباشرة، وبالحجز عبر المواقع الالكترونية الاخرى وفي المكتبات حيث انتظرت الهولندية امير دوباغر (19سنة) منذ بعد ظهر الاربعاء

لتتسلم نسختها في منتصف ليلة الجمعة- السبت وهي ساعة الصفر حول العالم وفيها تفتح المكتبات المحظوظة ابوابها للطوابير المنتظرة.

اما عن العوائد فحدث ولا حرج، فقد تجاوزت ثروة المؤلفة ما لدى الملكة البزابيت مما تحدر اليها عبر العصور من الملوك والملكات الغابرين، وكانت رولينج قبل ذلك صفر اليدين إلا من هذا الخيال البارع الذي أنجب حكاية الصبي الساحر هاري بوتر وسعيه للقضاء على سيد الظلام لورد فولدمورت. يذكر ان السلسلة ترجمت الى 64 لغة بينها العربية وبيع من اجزائها الستة الأولى 325 مليون نسخة منذ العام 1997م.

وفي وصف لهذا الحدث الذي وصفته وكالة « رويترز» بأنه اشبه بحمى تجتاح العالم ورد:« بعد سنوات من الانتظار تمكن ملايين المعجبين ب «هاري بوتر من لندن ونيويورك الى سيدني وكراتشي وصولاً الى بيروت من الإنكباب على قراءة الجزء السابع الاخير من سلسلة مغامرات التلميذ الساحر بالإنجليزية، والذي سيحدد مصير بطلهم المفضل وبعد منتصف ليل الجمعة- السبت قرأت مؤلفة السلسلة مقتطفات من الجزء السابع لمدة عشرين دقيقة في متحف التاريخ الطبيعي بلندن امام خمسمائة شخص سبق ان اختيروا بالقرعة في يونيو الماضي ونقلت القراءة مباشرة على شبكة الانترنت اعقبها حفل توقيع شارك فيه 1700 من القراء المعجبين.

وكما هو معلوم فإن السلسلة تتحول الى أفلام سينمائية اولاً بأول، وقد تم إنجاز خمسة افلام حتى الآن يشاهدها ملايين المعجبين حول العالم، في دورة حياة متكاملة بين النص المقروء والفيلم المحقق، وهو ما يؤكد تواشج الفنون وقابلياتها الفذة لتبادل الإلهام واعادة الخلق وصولاً الى القارئ – المشاهد الذي يعيد إنتاج ما قرأه وما شاهده وفقاً لخبراته العقلية والروحية والزوايا الخاصة التي ينظر منها الى تجليات الدنيا واسرار الحياة التي لا تنتهي.

لقد تخوف كثير من المصير القاتم للقراءة وقالوا ان عصرها يوشك على الانقراض لمصالح الشبكة العنكبوتية «الانترنت» ولكن هاري بوتر ردت من الاعتبار للقراءة الساحرة الجاذبة بين دفتي كتاب للملايين مع ملاحظة ان اكثرية قراء السلسلة من المراهقين والشباب وهم الفئة المستهدفة من قبل المؤلفين والناشرين ففي هذا العمر يطيب غرس أشجار المعرفة وبذور الخيال، ويبدو ان المرض الصارف عند القراءة يكمن في نوعية التأليف فالبشرية في عصر الثورة الرقمية المتمادية تدلف الى خيال جديد وعوالم افتراضية تتجاوز الثقافات القديمة بفارق ما بين سير الابل وومضات الضوء.

 

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s