انحلال لا حل. .

هذا ما يقوله د. عزمي بشارة الفلسطيني العروبي النائب من عرب 1948 من الذين رأوا الاستعمار الصهيوني من داخله وحشاً متصدّعاً أو قابلاً للتّصدع، وبسبب نفاذ رؤيته وخطورة دعوته لبني قومه إلى اعتماد المعرفة الصحيحة لبناء عمل صحيح عليها، فإن الدكتور بشارة يتعرّض لحملة عنصرية إسرائيلية تتهمه بالخيانة العظمى والتخابر مع دول ومنظمات أجنبية بصفته من حملة الجوازات الإسرائيلية وكنائب في الكنيست الإسرائيلي ضمن ممثلي عرب 1948، وطبعا المقصود هنا بعض الدول العربية ومؤسسات المجتمع المدني العربي وأشقائه الفلسطينيين، ولأنه يدرك مدى تهافت هذه المزاعم فلم يبال بها على الرغم من تقديره أنها من المحتمل جداً أن تلتفّ على عنقه كحبل مشنقة يضغط على الأوردة رويدًا رويداً حتى الخنق المعنوي ورّبما المادي، خاصة وأن تياراً فلسطينياً نافذاً من مخرجات اتفاقية (أوسلو) يحرض الإسرائيليين عليه واصفاً إيّاه ب (المتطرف) علماً أنه لا يحمل السلاح وإنّما يحمل قلماً يشبه قلم إدوارد سعيد، وكلاهما في نظر (العاشق والمعشوق) من طرفي المعادلة أخطر من أيّ سلاح يمكن قصفه وإسكاته، ذلك أن الكلمة تستعصي على الموت كما هو معروف.

وفي المشهد الفلسطيني المأساوي الحالي يجد عزمي بشارة وكثيرون أمثاله فلسطينيون وعرب وحول العالم أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه بين أخوين لدودين يقفان في مواجهة بعضهما في منازلة تشبه تحديات (الكاوبوي) في أفلام الغرب الأمريكي، والجائزة بكل أسف شظية من وطن كان اسمه فلسطين، فأصبح (إمارة غزة) وإمارة (رام الله) وفي الخلفية لهذا المشهد المسطّح استهدافات كبرى واستحقاقات مدوّية تطال المنطقة بأسرها ومن يعش رجباً يرى عجباً.

 

وفي محاضرة له بالدوحة أمس الأول قال د. بشارة: إن إسرائيل لن تعطي شيئاً حتى لو غابت (حماس ) عن السلطة وتوقفت عن العمليات العسكرية.

 

بمعنى أن الذين يبنون سياساتهم على الأوهام لن يحصدوا سواها، ذلك أنهم لا يعرفون عدوهم، أو أنهم يموهونه لغرض في نفس يعقوب (وما أكثر الأغراض حين تعدّها).

 

وأضاف يقول: لي موقف رافض لما قامت به (حماس ) في غزة، لكنني في موقع الخصومة مع تيار يقول (لا) للحوار مع حماس و(نعم) للحوار مع أولمرت.

 

هذا يذكرنا بموقف هاني الحسن الذي تحدث عن تيار بعينه فيقول عنه د. بشارة انه سيطر على (فتح) وتجاوز قيادتها التاريخية (منوها بأن سخاء التعاطف الدولي مع حكومة الطوارئ مريب وهكذا نجد أنفسنا نعود إلى نقطة الصفر لنسأل كل شيء عن اسمه وفصيلته حتى لا نجد القضية في (انحلال) لا (حل)

 

اترك تعليقًا