كل خميس:شجاعة النساء..!!

«ياما في السجن مظاليم» و«ياما في المؤتمنين خائنين «حاميها حراميها» ويا ما بين اصحاب الحقوق منسيين كأن لا حقوق لهم، ويا ما بين النساء -على وجه الخصوص- مقهورات مقبورات في الحياة وهناك من ينظر لقبورهن الموحشة على ظهر الدنيا، وكأنها قصور الجنان، فيزيدهن قمعاً على قمع وقهراً على قهر وظلماً على ظلم.

القوانين تؤاشر لوضع النساء في مرحلة من المراحل، ولكنها ليست – سوى معلم على الطريق، اما الطريق نفسه فيقع في وعي الناس وضمائرهم، وفي المتابعة النشطة للرائدات ومنظمات المجتمع المدني والقضاء وأجهزة الاعلام التي لا ينبغي ان تعكس صورة المجتمع سلبياً، لانها مكلفة برسالة التفتيش عن الدموع والآلام وابراز الوجه الآخر المسكوت عنه، والتحريض على الفعلة وفضحهم، وايصال صوت المستضعفين الى المكلفين من ذوي الضمائر والمسؤولية القانونية والاخلاقية، وما عدا ذلك هو نوع من التواطؤ الذي قد يكون ناشئاً عن الموقف نفسه الذي نبع منه الظلم والاستخدام السيئ للمكانة والوجاهة الذكورية التي حولت المرأة الى سلعة تقتنى وتسجن ويحجر على عقلها ودورها ثم تعاد صياغتها لتكون سوطاً لاهباً ضد بناتها وبنات جنسها بثقافة ذكورية لا تلبث حتى تحولها الى مسخ فلا هي انثى ولا هي ذكر والعياذ بالله..

في يوم المرأة العالمي 8 مارس كرمت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عشراً من اشجع نساء العالم -حسب النص- بينهن ثلاث عربيات سعوديات وعراقيتان على اساس شجاعتهن الاستثنائية ودورهن القيادي من أجل حقوق المرأة وتقدمها في المجتمعات التي ينتمين اليها حيث قمن بانجازات ملموسة في سبيل الحرية والعدالة والسلام والمساواة»

لمسة جميلة من اميركا ومن كوندوليزا، رغم ان البعض قد يقول: «وماذا تستطيع الماشطة ان تجمل في الوجه العكر» ولكنني اقول: اعطو ما لله لله وما لقيصر لقيصر، فان الساعة الخربة المتوقفة عن العمل تؤشر للوقت الصحيح مرتين في الاربع وعشرين ساعة، وذلك حين يمر بها حيث هي متوقفة فكيف باميركا وهي التي تعجن العالم عجيناً مثل قطار بلا فرامل.

ما علينا، فلكل مجتهد نصيب، ومن كانت نيته الى ثروة يغنمها او امرأة ينكحها فنيته الى ما نوى اليه.. وكم في العالم من النساء المرابطات على تخوم الظلم والقائمات على معاش الاهل والساهرات على المرضى، والمتخليات عن حقوقهن وراحتهن ونصيبهن من الدنيا طوعاً وبسماحة نفس ورجاحة عقل تزلزل الجهلة المتعالمين ممن يصعرون خدودهم للنساء وهم يلوكون سيرهن وكأنهن الشياطين وقد تجسدت بشرا الا انهم هم الشياطين ولكن لا يعلمون، فقد طبع الله على قلوبهم صم بكم عمي فهم لا يبصرون.

السيدة السعودية المكرمة هي سمية العمودي النائبة السابقة لعميد كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وقد ذكر في تزكيتها انها شاركت الآخرين معاناتها مع مرض سرطان الثدي وتحدثت في عدة لقاءات وحوارات صحافية عن تجربتها مع المرض الذي شفيت منه بالإرادة والتصميم والبعد عن المشعوذين الذين يوردون الناس موارد التهلكة من اجل الحصول على النقود (حار ونار في بطونهم إن شاء الله)، كما اشير الى الدكتورة سمية بانها عملت دون كلل من اجل نشر التعليم وساهمت في تعبئة عاملين في المجال الطبي من الرجال والنساء والأسر والطالبات والطلبة للعمل معاً من اجل نشر التعليم.

هذه هي الشجاعة الحضارية والانسانية التي ينبغي ان تكون قدوة للرجال قبل النساء، ممن يرون الشجاعة في اغتصاب حقوق الغير والتعدي على كرامات الذين يمشون في الارض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما.

عن معاناة النساء حول العالم كتبت «شيلا سيسولو» نائبة المدير التنفيذي لبرنامج الاغذية العالمي عن امرأة من الكونغو، كانت تعيش حياة طيبة بعد ان تخرجت في الجامعة مع زوجها في منزل من اربع غرف وقد هرب زوجها انقاذا لحياته، ثم جاءها خمسة جنود حكوميين قاموا باغتصابها وقالوا لها انهم سيقتلونها عندما يعودون، اخذت اطفالها وفرت فأوقفها كمين من المتمردين وتحرشوا بها جنسياً وفي نهاية عذاباتها وصلت معسكر لاجئين حيث تعيش في بيت من الطين مع اطفالها التسعة منذ عام مضى كم من «آن» في هذه الدنيا.. ويا ما في الدنيا مظاليم..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s