جولة فخامة الاخ الرئيس علي عبدالله صالح الآسيوية سجلت هدفاً في المرمى المطلوب، وفتحت آفاقاً ما أحوج اليمن اليها واعادت ربط صلات لها جذور عميقة في التاريخ وفي الوجدان الشعبي على حد سواء.
اليمن جزء من القارة الآسيوية التي تشملها اليقظة الحضارية بلداً والتي تتعايش فيها الهويات، وتفهم بعضها بعضاً بعيداً عن الغلو وعن التبعية والشروط التعسفية، وذلك مايجعلها نموذجاً في العلاقات الدولية السليمة القائمة على الندية والتعاون الحسن ونقل الخبرات لانه لايمكن ان تكون هناك بلدان مرفهة ترمي فوائض انتاجها في البحر واخرى لاتكاد تسيغ طعاماً إلا ملوثاً ومصحوباً بالديون الباهظة وفوائدها المرة وتبعياتها التي لاتنتهي ولاتنفك اغلالها في الأعناق او بعد ذلك نتحدث عن السلام بين الأمم والتعاون بين الشعوب وما الى ذلك من خزعبلات تغطي عفونة العلاقات المتحيزة كما يغطي الثوب الحرير الجسد الأجرب؟
لاشك ان الدول الغربية عموماً وامريكا على وجه الخصوص قد خلطوا الحابل بالنابل عن عمد ومع سبق الاصرار ولأهداف سياسية بعضها معلن وبعضها مخفي، فوضعوا القانون الدولي بذلك في زاوية ضيقة لايصل اليها الضعفاء ولايستجاب لنداءاتهم، ولم يكن الطريق الى الشرق معبداً بسبب الغياب الطويل عن التواصل والتواشج، فأذعن من أذعن، وتمرّد من تمرّد وعمّ الاضطراب مجتمعات العالم الثالث واقتصاداتها ومستوى معيشتها الذي اخذ يتراجع مع اضمحلال اقيام عملاتها واهتراء انتاجها الذي يترنح ضمن الاسواق المفتوحة التي تحتمها «العولمة» وترعاها بالعصا منظمة التجارة العالمية التي تحكم «حكم بني مطر في سوقهم» فهي تغضّ النظر عن ذوي البطون الكبيرة وتسمع دبيب النملة تحت مائدة الفقير:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا
كان الرئيس في جولته الآسيوية واثق الخطوة بليغ الحجة يقدم الى الشرق يمن التاريخ والحضارة الذي لايجهله احد، وبلد الفرص الواعدة الذي لايزال بكراً بكل معنى الكلمة ويمن الانفتاح الذي يبحث عن الشراكة الصادقة والمنفعة المتبادلة والذي يؤمن بالمثل القائل « بدلاً من ان تهديه سمكة كل يوم علمه كيف يصطاد السمك».
لقد استجاب الصينيون استجابة رائعة لليد الممدودة في اليمن، وهذه بداية خير للتعاون مع العملاق الاصفر الذي يبهر العالم بنموه المتسارع، وفي ذاكرة اليمنيين جميعاً ماقدمته الصين منذ وقت مبكر لبلدنا، وقد قيل بحق انه لولاطريق الحديدة صنعاء الذي انجزته الايادي الصينية المبدعة لماقدر للثورة اليمنية عام 1962م ان تنجز وتدفن نظام الامامة البائد.
وفي هونج كونج كانت اشارة الرئيس الى العمران المتطاول ووعده باعادة تأهيل شارع المعلا الرئيسي على ذلك النمط بشارة خير وحب ووطنية عالية،اما في باكستان فقد اختلطت المشاعر الترحيبية بالمشاعر الدينية وماسطر التاريخ لليمنيين الذي نشروا الاسلام في مختلف الاصقاع.