
بقلم: اسماعيل بن محمد الوريث
ما يكتبه الصحفي يتعلق بالخبر وتفصيلات الاحداث المتعلقة به، أما ما يكتبه الصحفي الأديب فهو يتعلق برؤيته الذاتية
للأحداث لذلك فمثل هذه الكتابات قد لا تعجب الكثيرين ممن بيدهم الامر، ومن هذه الكتابات.. «دفاتر الايام» المقالات المتسلسلة والتي نشرت في الصحف الاماراتية واليمنية ثم نشرت في كتاب انيق ضمن اصدارات وزارة الثقافة.
“دفاتر الاقلام” لصديقي الصحفي البارع والشاعر الكبير فضل النقيب المقيم في دولة الامارات العربية المتحدة منفاه الاختياري جاء في مائة وعشرين صفحة من القطع الصغير، ومما جاء فيما كتبه عنه الاديب الوزير خالد الرويشان عن المؤلف قوله:« يطوف معك فضل النقيب في حديقته المنظومة، ويطير بك في آفاقه المنثورة، فلا يبلغك ملل، ولا ينال منك كلل» وكان فضل وله فضل السبق قد اتصل بي في عيد الفطر المبارك مهنئاً وسائلاً عن الحال فاجبته بقول صاحبه المتنبي..
عيد بأية حال جئت يا عيد
بما مضى ام لامر فيك تجديد
ولما سألني هل قرأت “دفاتر الايام” اجبته انني لم اطلع عليه فاحالني الى الصديق القاص زيد الفقيه في بيت الثقافة وحصلت على نسخة منه.
كان فضل قد تخرج من جامعة القاهرة في عام 9691م قسم الصحافة وجاء ترتيبه الاول على دفعته، واجرت معه زميلته الصحفية “ماجده موريس” حديثاً قصيراً نشر مع صورته اسفل الصفحة الاولى من جريدة الجمهورية القاهرية تحت عنوان«الاول على قسم الصحافة من اليمن» وكما يذكر في بداية “دفاتر الايام” انها سألته بمن تأثرت من المفكرين؟ فاجابها ببراءة: بعباس محمود العقاد وخاصة عبقرياته الاسلامية، ولم يكن فضل الشاعر الهائم في وادي عبقر والصحفي الذي لم يضع قدمه بعد على عتبة بوابة صاحبة الجلاله ان جملته التي قالها عن عبقريات العقاد ستسبقه الى عدن التي كانت في ذلك الحين تتوقد بالثورية الجامحة ولا ترى غير منهج الماركسية اللينينية منهجاً ومنذ وطئت قدماه مطار عدن عام 0791م عائدا من القاهرة ادرك ان عبقريات العقاد الاسلامية قد اصبحت الفخ الذي اوقع نفسه فيه، عندما اعلمه صديقه الذي استقبله في المطار ان ما قاله عن تأثره بالعقاد وعبقرياته قد انتشر في عدن كما تنتشر النار في الهشيم وزاد الطين بله انه في برنامجه التلفزيوني استضاف مجموعة من الفتيات العائدات من الدراسة في المانيا دون ان يرتب للقاء كعادته ليفاجئ وهو معهن تحت البث المباشر انهن ينتسبن الى وزارة الداخلية وهو الامر الذي زاد من تعقيد وضعه ولان الشاعر الحقيقي لا يصلح للصراع السياسي وقد ضاقت به وبصديقنا المشترك والشاعر الكبير والاعلامي البارز محمود علي الحاج “عدن وما فيها” دبَّر الجاوي العظيم حيلة لخروجهما من عدن الى صنعاء كوفد أدبي يرأسه الشاعر الراحل محمد سعيد جرادة بحجة التباحث مع المسؤولين والادباء في صنعاء حول اقامة اتحاد الادباء والكتَّاب اليمنيين وذلك في الايام الاخيرة من العام 3791م ومطلع العام 4791م وعاد الجرادة وحيدا دون وفده من صنعاء الى عدن وكما قال فضل: رددت مدينة عدن باسرها مقولته: التقدميون تقدموا والرجعيون رجعوا.. وفي تلك الفترة بدأت صداقتي مع فضل ومحمود..
وكيف التذاذي بالأصائل والضحى
إذ لم يعد ذاك النسيم الذي هبَّا