كل خميس:بلاء.. وخيلاء..!!

ما أسهل إشاعة الأمل وما أقسى تبدده خاصة حين يكون التبدد نتيجة لسوء الإدارة وتضييع الانسان للأمانة قال عز وجل: «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الانسان إنه كان ظلوماً جهولا»، وفي حياتنا من الامثلة مالا يحصى على غياب مفهوم الأمانة التي تنبع من الضمير الحي، وليس من القوانين الزاجرة التي لا يشفق منها اللصوص ولا يخشون مفاعليها بل أنهم يعملون على اخافتها وسرقة معانيها من نصوصها حين يغمض القضاء عينيه ويلبس جبة الحكمة الشهيرة «لا أرى، لا أسمع لا أتكلم» والتي نسبت ظلما إلى القردة وهي ان سرقت فقصاراها حبة موز تسكت بها جوعها، لانها لا تعرف الاكتناز المنهي عنه قال عز وجل: «والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نارجهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون»..

إذا كان من ولَّي أمانة عامة يعتبرها ضيعة عوائدها غُلة له ولعياله وخسائرها على الدولة والمال العام فكيف يمكن ان يرتقي أي مرفق أو يتحسن أداؤه أو يراكم المنجز تلو المنجز.

يبني اللاحق على السابق، وكيف بمن تحت ذلك المسؤول ان يرفقوا أو يشفقوا وقد ضرب لهم المثل الأعلى في الفساد والإفساد وليسوا سوى ممن يجمعون الفتات تحت موائده العامرة وهو من رفع عنهم بسلوكه الحرج لأنه:

إذا كان رب الدار بالطبل ضارباً
فشيمة أهل البيت كلهم الرقص

في ذات مقيل جرى النقاش حول هذا البلاء والشر المستطير، وقد انبرى احد المتكلمين فذَّكر الحضور بحكمة السيد المسيح عليه السلام «من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر» فعّلق آخر بالقول إن الخطيئة هنا شخصية وتحسسها أعلى درجات نقد الذات أما الفساد فنخر في أسُّ المجتمع يحته كما تحت العواصف كثبان الرمل فتحيلها قاعاً صفصفا وتعمي بها عيون قوم آخرين لاذنب لهم سوى سكوتهم، والساكت عن الحق شيطان أخرس، وقديماً قالوا لفرعون من فرعنك؟ قال الطاعة العمياء وقول آمين، وعلى بلاغة المداخلة، فقد تدخل أحد رجال الأعمال قائلاً: تريدون الحق أو ابن عمه، قلنا ولا شي غير الحق قال: الله يحفظ الفساد ويطول عمره. بهتنا فقال لا تبهتوا فانتم تحكمون من بروج عاجية، وتسمعون القيل والقال، دون ان تفتشوا مغطى أو تغطوا مفتوشاً، والله ثم والله أنه لولا مصابيح الدجى هؤلاء الذين تسمونهم المرتشين ما أنجزت عملاً من أعمالي، والآن أنا اسير بخيلاء كالملك أو مئ بأصبيعي فاذا جميع المردة في خدمتي يأتونني بالمطلوب قبل ان يرتد لي طرفي، وفوقها: ياعمي ليش كلفت نفسك المجيء بالتلفون فقط وكل ما تأمر به يأتيك إلى المكتب.. يضيف: عندها أشعر بالسعادة فأخرج من جيبي شيئاً مما أفاء الله عليَّ واضعه في جيب من يخدمني ليسعد هو وأولاده ويدعون لي.. الدنيا يا سادة اخذ وعطاء..

إذاً المسألة قد تجاوزت السيطرة وادمن مريض السرطان المورفين، وتخلى النطاسيون عن محاولات الانقاذ، ولا حول ولا قوة إلا بالله..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s