انفض السامر في عدن بعد أن وضعت كل ذات حملٍ حملها و«شدت جمال العوالق ليتني عولقي.. باشل رحلي وباسرح لي مع الاولي»وبينما حزب المؤتمر الشعبي قد أبلى البلاء الحسن مع قدرٍ لا يستهان به من تباين وجهات النظروخاصة تجاه التراتبية وحيادة المسؤوليات الاعلى في سلم المسؤولية فإن مدينة عدن قد شمت نفسها -كما يقولون- فامتلأت المحال العامة الخدماتية بالقادمين من كل المحافظات في الجمهورية وتحركت الاسواق في عيد حقيقي تنتظر بعده العيد الكبيرالذي يأتي بالطوفان كأنه المدفرفي وادي تبن او دلتا أبين، فأرزاق الناس معلقة برقاب بعضهم البعض ومن فاتته اللحمة لا يفوته المرق فإن فيه من الدسم الكثير..
وقد شهدت عدن في تاريخها الحديث مؤتمرات الحزب الاشتراكي اليمني و«كونفرنساته»التي لا ادري كيف ثم استساغة هذه التسمية التي تشبه الكباش الاسترالية الضخمة التي بالكاد تجرلحمها وشحمها وتم التخلي عن عشرات المفردات العربية الرشيقة التي تسيركالغزلان وتلمع كالذهب وتؤدي المعنى كرصاصة قناص محترف.
المهم ان هذه المؤتمرات كانت كمائن وبعض وقائعها يضحك الارامل على حد قول المتنبي:
ومثلك يؤتى من بلادٍ بعيدةٍ ليضحك ربات الحداد البواكيا
ومع هذاالملمح الكوميدي دراما فقد كان الباقي جادا كل الجد بمقاييس تلك الايام التي ليس فيها «يمه ارحميني»وكانت تتوافر«للرفاق» مقومات كثيرة من العزيمة والمقدامية ولكن نورهم لم يكن بين ايديهم وانما من خلفهم ولذلك كانوا كمن يمشي في الظلام ولم يؤمنوا بقائد مجمع عليه ابدا كما هو الحال مع المؤتمر وعلي عبدالله صالح الذي يشجع الطموح ويكبح الجموح على كل حال انما تضرب الامثال لمن القى السمع وهو شهيد، وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ..
فالبناء قد يطاول السماء ولكن غلطاً في موازينه يكبح به على ام وجهه.
المهم انفض السامر وبدأت التكهنات تروج حول مابعد المؤتمر، ويسألونك عن باجمال هل سيكون ذا الوزارتين ام انه سيطلق القديمة لصالح الجديدة «فالجديدة تحلى ولوكانت وحله» ويحتاج الرجل الذي يتشاكى من قلبه الى قلب مضاف:
ولي كبد مقروحة من يبيعني بها كبدا ليست بذات قروح
ومبروك للدكتورعبدالكريم الذي خلص من الهم وارجو ان يرضى الهم بذلك.
آفاق فضل النقيب 