
بقلم خالد الرويشان
من الأعمدة القليلة النادرة التي أُحبها العمود اليومي للصديق الجميل والنادر فضل النقيب في صحيفة الثورة.
وعندما يغيب هذا العمود فإنني أشعر بأن ضوء الصحيفة قد خَفَت، وبريقها قد بهت، رُبّما لأن طاقة الضوء المنبعثة من عمود النقيب طاقة خلّاقة وحقيقية، وتستطيع مدينة بكاملها أن تنعم بالضوء والدفء من شلال هذا القلم، وإبداعات هذه الروح.
وحده فضل النقيب يُترِع أرواحنا كل صباح من أنداء تجاربه وتأملاته وثقافاته، وعندما أقول ثقافات فإنني لا أتجاوز أو أبالغ، فالرجل شاعر وناثر وروائي وسياسي وصحفي ودبلوماسي، ثم إنه كاتب رحلات لا يُبارى، ومبدع حكايات لا يُجارى.
ورغم غيابه المتقطّع عن اليمن فإن زياراته لوطنه بين آنٍ وآخر تتيح الفرصة للقائه، والجلوس معه، وتأمل هذه الشخصية البديعة التي نأت عن أشواك وأشراك، ونجت من مكائد ودسائس، لأن أجنحة هذه الروح تحلّق دوماً في آفاقٍ عالية، لا تقدر على الوصول إليها إلا فئة النسور أو الصقور، وتعجز عنها بُغاش الأرض، والخفافيش والهوام من الطير.
ولأن أجنحة هذه الروح ضخمة، وتخفق بالحياة، وتنبض بالإنسان وآماله وآلامه، وبالوطن وأوجاعه، فقد أنهكت الجسد قليلاً، وأحس محبّو الكاتب الكبير ومُريدوه – وهم كثر – بأن استراحته أو إجازته من الكتابة قد طالت أكثر مما كان يُتوقّع، فعموده يُضيء أيّامهم وأعمارهم، والقلق على صحّته حديث المدينة، رغم ما يشغلها من مشاغل وهموم.
إنّ هذه التحية العابرة لفضيلة صحافتنا، ولنقيب أدبائنا فضل النقيب دعوة ودُعاء، بالصحة والعافية، فلَهُ من روحه المتوقدة زاد، ومن موقد عزائمه إلهام، وله – أيضاً – قلوب وعيون هو في شغافها، وأهداب آمالها.