اصلاح البيت العربي بداية ضوء في نهاية النفق

في كلمته امام مؤتمر رابطة مجالس الشيوخ والمجالس المماثلة في الوطن العربي وافريقيا الذي انعقد بصنعاء قال الرئيس علي عبد الله صالح أن العصر اليوم هوعصر الحوار والديمقراطية والحرية،لاعصر الديكتاتوريةوحكم الفرد..عصر مشاركة الشعوب في صنع القرار،وهوالأمرالذي يضمن سلامةالشعوب وسلامةالأنظمة باستخلاص العبرة مماحدث في بعض الأقطار العربية.

ولاشك أن المستمعين وهم صفوةمن النخب المتنورة من الوطن العربي وافريقيا من أولئك المهتمين بالشأن السياسي والمتابعين للمخاض العسير الذي يسبق ولادة رؤية جديدة لحقوق الإنسان قد فهموا مغزى كلمة الرئىس علي عبد الله صالح الذي اشتهر بالصراحة والمكاشفة والذي يعد الداعم الأول للنهج الديمقراطي في اليمن الجديد الذي قادته رياح الوحدة إلى التعددية والانتخابات العامة والرأي والرأي الآخر كخيار لارجعة عنه في اطار العمل الديمقراطي.

وقد فصّل الرئىس رؤيته حول العصر ومايحمله من تغيرات لايمكن لأحد ان يهرب من استحقاقاتها، بالإشارة إلى الجمود السياسي الذي طبع التجربة العراقية قبل الغزو، وكان له أبلغ الضرر، حيث أن القراءة الخاطئة للإتجاهات التاريخية في المراحل الحاسمة غالباً ماتقود إما إلى عزلة خانقة تقتل ببطء وإما إلى انهيار يجلب معه الطوفان، وهوعمل لايقدم عليه القادة المتبصرون الذين يعملون في خدمة شعوبهم ومستقبلها ويحولون بكل ماأوتوا من قوة وعزيمة وخبرة دون نجاح المؤامرات الخارجية التي يغريها ضعف الجبهة الداخلية وتفككها والتي كانت ستكون صعبة التحقق لو كان الدار محصنا ً من داخله..

يقول الرئيس: («ماحدث في العراق الشقيق لو تم الأخذ با لتعددية السياسية وحرية الرأي واحترام حقوق الإنسان وإتاحة الفرصة للصحافة، فإن هذا كان سيبطل شيئاً من مفعول المؤامرة وليس كل المؤامرة وكان بالإمكان أن تلغى كلمة «تحرير الشعب العراقي من نظام الحكم»).
من الواضح أنه لأمر بشع ان تصل العلاقة بين اي نظام وحكم شعبه إلى هذا الدرك من الانفصام السوداوي وانعدام الثقة وإغلاق كل منافذ الأمل والحكم بالمشاركة والتعبير عن الرأي إلا باكتساح من الخارج يفك قبضة الحكم عن رقبة الشعب وتلك هي العبرة مماجرى في العراق الذي خرج من بئر ليقع في هوة لايعلم الا الله اين ومتى وكيف ستلقى مراسيها في دوامة عاصفة الإحتلال الدموية المرعبة..

وقد لمح الرئىس علي عبد الله صالح بصيص الضوء في النفق العربي وذلك بالقيام بالإصلاح وتحصين البيت من الداخل وفق رؤية اهله.. فقال «إن الاصلاحات المفروضة من الخارج لن يكتب لها النجاح وينبغي علينا أن نصلح انفسنا قبل أن يصلحنا الآخرون فالإصلاحات هي تلبية لمصالح الشعوب ومطلب جماهيري.. مشيراً إلى ماأكده اعلان صنعاء على أهمية تعزيز الديمقراطية والمشاركة الشعبية واحترام حقوق الإنسان وتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والعامة وهو ماعبر عن قناعات الدول المشاركة..

إن العالم العربي وقد دميت أقدامه من السير على أشواك الاستبداد والنظم الأبوية يفهم عميقاًمعنى الإصلاح ومدى الحاجة إليه وعلاقة ذلك باجتثاث الفساد الذي يتطاول على القانون، ولكنه يدرك في الوقت ذاته صعوبة استبداد انظمة جاهزة تبنى على اسس فاسدة تضرب جذورها عميقاً في الأرض وهذه المعادلة المعقدة أخذ الأمريكيون على وجه الخصوص في تفهمها على ضوء. تفاعلات النار العراقية التي تهدد بصهر الأفكار الفوقية المسبقة وتحويلها إلى عجينة لاتؤكل ولاتشرب ولايبنى بها.. وقد قال الرئىس اليمني الذي أدان بشدة احتلال العراق ودعا قوات التحالف إلى الانسحاب بأسرع مايمكن وإتاحة الفرصة للشعب العراقي ليختارنظام حكمه، قال أن الأمريكان يرتاحون لمن يواجههم ويصارحهم لكن العيب يكمن في اولئك الذين يقولون في الغرف المغلقة شيئاً، وفي أماكن اخرى شيئاً آخر..

لقد جاء انعقاد المؤتمر الدولي لتجمع مجالس الشورى والشيوخ في العالم العربي وافريقيا ليؤشر للحراك الديمقراطي الذي يجتاح المنطقة وينطبع عميقاً في وعي الشعوب وآمالها فليس بالخبز وحده يعيش الانسان ومع ذلك فان الخبز في كثير من هذه الدول عزيز كمثال وإذا اعتبرنا اننا في موسم تقليب التربة ورمي البذار فاننا نتوقع مواسم جيدة للحصاد بإذن الله وإرادة الشعوب ووعي القادة الذين ينبغي ان يقرأوا المرحلة بصورة جيدة وان يفكروا مع الناس بصوت مسموع حتى تنتهي مرحلة: العلن للتبرير والغرف المغلقة للتدبير والتمرير، لأن معنى ذلك أن الشفافية التي تتيح الرؤية والمشاركة للجميع ستتحول إلى غرف سوداء مظلمة للتحميض والتظهير السري، وهذا مالايقبل به أحد.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s