لا تعتبي… أو تغضبي… أو تعلني الحصار
فكلنا من المحيط للخليج… أبناء هذا الزمن المنهار
ونبضنا محاصرٌ
كأننا غرقى… وفي دمائنا يعربد الإعصار
لا…
لا تعتبي
فالعتب مرهم في زمن الأحرار
وكلنا عبيدُ عجزنا… وذلنا
في قبضة التيار
كلا منا تأتأةً
وشعرنا بوار
ونثرنا مسكنة
ورنة انكسار
والصحف التي نقرأ في الصباح ترمينا
إلى بئر بلا قرار
وسحب الكآبة
تعجن أكلنا بالشوك والمرار
وكل ما ترينه مقلد
في عصر الاكسسوار
لا… لا تعتبي
فلم أعد شيخٌ قبيلتي وسيفها الجبار
ولم أعد ملك أبجديتي
وحرفها البتار
اختلطت في سوقنا… كرائم الجياد والأبقار
ولم نعد نعرف فارساً… من قاتل جزّار
لا… لا تعتبي… أو تبسمي… أو تطلبي جذاذة من نار
فكلنا في مدن الطاعون أرقام… وكلنا أحجار
من أين لي يا فاطم الأشعار تزدهي كأنها حقل من الأزهار؟
من أين لي قوافل البخور واللآلئ التي تضيء في الأسحار؟
أين لي قلبي وقد وضعته في لعنة الأسفار؟
لكي أحب وجهك المضيء كالنهار… لا… لا تعتبي… أو تبحثي في الدار عن أسرار
فكل ما في الدار منذورٌ لهمة السمسار