أختَتِمُ اليوم هذه السلسلة التي سبقتها ثلاث زوايا حول الموضوع نفسه من منظورٍ موازٍ والتي جميعها لمناسبة اختيار صاحب السمو رئيس الدولة شخصية العام الإسلامية في إطار فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، وذلك “تقديراً واعتزازاً لجهوده ومواقفه الرائدة في خدمة الإسلام والمسلمين، وعرفاناً بمكارم ومآثر سموه التي تجسّد معاني الخير والعطاء، وحرصه على بذل كل جهد لتحقيق التضامن بين الدول الإسلامية”.
وفي زاوية الأمس تلمّست “إلهام زعامة زايد” في قصيدة المبدع حمد بن خليفة أبو شهاب الذي ورد المنهل العذب متشبّهاً بذلك الشاعرالبدوي الذي خاطب ممدوحه بالقول:
ولما رأيت الناس شدّوا
رحالهمإلى بحرك الطامي أتيت بجرّتي
|
وقد ملأ الممدوح جرته ذهباً استحساناً لهذا البيت المليح الصادق الفطرة، الذكي الالتفاته، أما شاعرنا أبو شهاب فما جاء بجرة فارغة، ولا بلحن مستعار، ولا بكلام معاد؛ فقد حمل إلينا مكارم الأخلاق، ومخايل الزعامة، وصحائف الوفاء على أجنحة الشعر المنطلقة في فضاء التاريخ، وتاريخ الفضائل، في نظم رائق، ومنطق حاكم، واستلهام شفاف، خاطب عبره زايد:
أنت للفعل قائد وزعيمُ
وعظيم ما قال إلا
أتماوإذا ما هممت يوماً
بأمرٍيا أخا العزم يصبح الحلم
علماوإذا ما أردت يوماً مراماً
يا أخا الحزم تصبح الحرب سلما
|
ومن الواضح أن شاعرنا يستند إلى ثقافة تراثية ضخمة تسري فيه كما يسري النسغ في الغصن الأخضر، يساعده في ذلك أن ممدوحه هو امتداد عصريّ خلاّق ومؤثر لشخصيات عظيمة في تاريخنا كان الصدق رائدها والعدل همّها والعزم شعارها والحزم قضاءها، لذلك يستثير فينا البيت الأول ذلك القول الشهير:
“ما قال (لا) قطّ إلا في تشهده=لولا التشهّد كانت لاؤه نعم”
ويعرج بنا أبو شهاب على رائد الجائزة وراعيها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم شاكراً ومقدّراً ومهنّئاً وجامعاً بين رمز الوطن الأول والجيل الذي يمثله محمد بن راشد:
يا سمو الفريق إن
قريضينبع حبٍّ والحب أغلى
وأسمىأنتما على القلب
أحلىمن لذيذ الشراب لي حين أظما
حفظ الله زايد الخير
دهراًورعاه بحق طه
وعمّا
|
حفظ الله زايد الخير… الأب والقائد والقدوة… وكل عام وأنتم ببخير