د. فالح حنظل

ولفالح حنظل نصيبان

إذا كان لكل امرئ من إسمه نصيب، فإن للدكتور فالح حنظل – الموظف بشركة الحفر الوطنية والمؤلف الباحث المغامر في تاريخ ما أهمله التاريخ من خلال عشرين مؤلفاً وأربعة أخرى تحت الإنجاز – نصيبان: الأول فلاحه ونجاحه واستمراره الدؤوب في ذلك الفلاح وذاك النجاح، وخاصة فيما يتعلق بتاريخ الإمارات وتراجم أدبائها وأسرار لهجتها، وهو في ذلك مسرور غاية السرور، وفي منتهى السعادة، وفي تحفز دائم لكل جديد ولكل تجديد.

أما الثاني فنصيبه من مرارة الحنظل، حيث الوظيفة أحنُّ على الأديب من علمه وإبداعه، ففي الوظيفة يجد لقمة العيش والمأوى والطمأنينة، أما في رحاب العلم، فما ثمَّ غير السهر والنصب والتعب إذا ما استثنينا الجانب المعنوي الذي أشرنا إليه والذي لا يغني ولا يسمن من جوع في شؤون هذه الدنيا ومتطلباتها، وثمة ذلك الهمّ المقيم والكابوس الرازح حين يدق جرس التقاعد الأحمر على وهج الشيخوخة الأبيض، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه.

ذهبت إلى أبي فنار قبل أيام لأحصل على نسختي “المجانية” من الطبعة الثانية لمؤلفه الشهير “معجم الألفاظ العامية في دولة الإمارات العربية المتحدة” وهو سفرٌ ضخم يقع في حوالي 800 صفحة، قدم له وراجعه الدكتور غسان الحسن، صاحب الباع الطويل في هذا المجال، وعرضه على صفحات (الإتحاد) الغراء زميلنا الباحث في التراث والعاشق لظلال الزمن في هذه الأرض الطيبة الأستاذ عبدالله عبدالرحمن. وبالمناسبة فإن أدباءنا يدون مجاناً أغلب نصيبهم مما يطبعون، علماً بأن الممنوحين لا يتسامحون مع المانحين، على عكس سياسة البنك الدولي، فالذي لا يحصل على نسخته المجانية يصبح صاحب ثأر لدى المؤلف.

المهم ذهبت إلى الدكتور وأخذنا بأطرف الأحاديث بيننا، فإذا بي وقد ذهبت إليه على أجنحة الشوق أخرج وفي نفسي شيء من الحياة أكثر مما وقر في نفس سيبويه من “حتى”. حدثني الدكتور عن يومه الطويل من السادسة صباحاً حى منتصف الليل، وكيف أنه ما دامت أشعة الشمس ساطعة ينصرف إلى العمل بهمة ونشاط، فإذا أَفَلَت يعمل كالمرغوم، وكيف أن حُلمه الأثير أن يصبح ذات يوم فلا يجد أمامه عملاً… أما عن هموم التقاعد وآتيات الأيام فماذا أقول؟ كان الله في عون كل عالم وباحث.