رسالة من عثمان الحوت
الأستاذ الأديب فضل النقيب المحترم
جريدة الإتحاد
أبوظبي
أخي العزيز الأستاذ/ فضل النقيب،
تهنئة خالصة بابن النقيب، لقد أبدعت في سرد مذكرات دفاتر الأيام، خاصة ونحن قد عاصرنا تلك الفترة العصيبة أو الهجرة الكبيرة The Great Escape، وتلك الطوابير التي كان الواحد منا ينتظر طلوع الفجر للصلاة، وقبل الذهاب إلى الصلاة يترك حجر أو علامة مميزة له تأكد حضوره في الصفوف الأمامية وإلا راح فطيس. وترجع من العمل بعد عناء كبير ولا تتحصل على لقمة تسد بها رمقك ولا يحزنون، تجبرك أم العيال على أكل صالونة الهواء كما تسمّى في عدن (ناشف على الريحة).
وعلى ذكر الطوابير، إحدى المسنّات في عدن سمعت بتوزيع أدوات منزلية تابعة لمؤسسة التجارة الخارجية – وما أكثرها في الأحياء والزقاطيط – وقفت في الطابور مثل عباد الله الآخرين، وعندما أتى دورها بعد عناء طويل، فإذا بها تفاجأ بسؤال الموظف المختص عن القوارير الفارغة، إندهشت لذلك السؤال، المسكينة لا تعلم أنه في ذلك اليوم يتم توزيع بيرة صيرة، الغلبانة وصلها الخبر عن توزيع أدوات منزلية وأكلت المقلب… هذا مثال مما كان حاصلاً آنذاك.
أهنيك مرة أخرى بكتابة هذه الذكريات المضحكة المبكية، ولك منا كل الشكر والتقدير،،،